الخميس, 28 أغسطس 2025 12:49 AM

استكمال الإجراءات لفتح طريق دمشق-السويداء وسط استمرار دخول قوافل المساعدات

استكمال الإجراءات لفتح طريق دمشق-السويداء وسط استمرار دخول قوافل المساعدات

أعلنت وزارة الداخلية السورية عن استكمال الإجراءات اللازمة لتأمين طريق دمشق-السويداء، وذلك تمهيدًا لإعادة فتحه أمام حركة النقل والتجارة، بعد إغلاقه على خلفية الأحداث التي بدأت في منتصف تموز الماضي. وأكدت الوزارة في بيان صدر عنها اليوم الأربعاء الموافق 27 من آب، التزامها بتلبية احتياجات السكان في السويداء وضمان حرية تنقلهم وتجاوز الآثار الناجمة عن الأزمة.

وأشارت الوزارة إلى سعيها لإتمام جميع الإجراءات الضرورية لضمان بقاء الطريق آمنًا للمواطنين وحركة التجارة، وذلك في إطار ما وصفته بـ "مسؤوليتها الوطنية عن حفظ الأمن والاستقرار في مختلف المحافظات السورية". يذكر أن الطريق بين دمشق والسويداء قد أُغلق منذ بدء الأحداث في 13 من آذار الماضي، نتيجة للاشتباكات المتبادلة بين القوات الحكومية ومسلحي العشائر من جهة، والفصائل المحلية في السويداء من جهة أخرى.

وفي ظل الحصار العسكري الذي تفرضه الحكومة السورية على محافظة السويداء، تسلك قوافل المساعدات الإنسانية طريقها عبر معبري "بصرى الشام" و"بصر الحرير" الإنسانيين. وفي سياق متصل، وصلت اليوم الأربعاء أحدث قوافل المساعدات الإغاثية إلى محافظة السويداء، عن طريق الهلال الأحمر السوري عبر معبر "بصر الحرير" الإنساني بريف درعا.

وتضم القافلة الإغاثية أكثر من 31 شاحنة محملة بمواد طبية وصحية وسلال إغاثية، بالإضافة إلى شاحنة مخصصة لتأمين إنارة الطرقات، وفقًا لما نشرته محافظة السويداء عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك". وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا بأن هذه القافلة الإغاثية هي القافلة الـ 17 التي تدخل السويداء، والأولى التي تتضمن شاحنة مخصصة لتأمين إنارة الطرقات، بعد أن كانت غالبيتها شحنات من المواد الغذائية والمحروقات.

وأوضح مراسل عنب بلدي أن القوافل الإغاثية تدخل عبر معبر بصر الحرير، نتيجة التوترات الأمنية الأخيرة التي شهدها المعبر الإنساني في بصرى الشام، إضافة إلى أن مسار طريق بصر الحرير أقرب لتجمع القوافل، إذ تدخل عن طريق مدينة إزرع بريف درعا متجهة إلى السويداء. وأشار المراسل إلى أن جميع القوافل الإغاثية التابعة للهلال الأحمر السوري، محمية من قبل عناصر الأمن العام، الذين يرافقون القوافل حتى لحظة دخولها إلى السويداء.

وفي سياق آخر، نقلت وزارة الداخلية في 22 من آب، تصريحًا عن قائد قوى الأمن الداخلي في محافظة السويداء، أحمد الدالاتي، ذكر فيه أن عددًا من تجار محافظة السويداء اعتذروا عن عدم تسلم المواد الغذائية ومستلزمات الحياة الأساسية التي توفرها الحكومة بالتنسيق مع غرفة التجارة، بسبب تعرضهم لتهديدات من جهات داخلية في المحافظة.

من جانبها، ردت غرفة التجارة في السويداء على تصريح الدالاتي في بيان أوضحت فيه أن بعض التجار من أبناء المحافظة الذين حاولوا التواصل مع موردين في دمشق تعرضوا لمحاولات ابتزاز على الحواجز الأمنية، وفرض إتاوات للسماح بمرور البضائع، الأمر الذي حال دون دخول المواد إلى المحافظة. وأكد البيان أن المحافظة لا تزال تحت حصار وصفه بـ "الخانق" وسط منع إدخال المواد الغذائية والسلع الأساسية بشكل منتظم، مطالبًا برفع الحصار وتأمين وصول المواد.

وأوضحت وزارة الداخلية أن عملية إدخال المواد الغذائية إلى السويداء بدأت منذ 7 من آب الحالي، واستمرت بشكل منتظم، حيث تم بتاريخ 17 من آب إدخال أكثر من 1000 طن من المواد الغذائية، إضافة إلى كميات من الخضراوات والفواكه. وأكد الدالاتي أن قوى الأمن الداخلي على استعداد تام لتأمين خط تجاري آمن ومستقر يضمن استمرار إدخال المواد إلى المحافظة، مشددًا على أن الطرق المؤدية إلى السويداء مؤمّنة لهذا الغرض.

وشهدت محافظة السويداء انتهاكات متبادلة بين الحكومة السورية ومقاتلين من عشائر البدو وفصائل محلية في المحافظة. وبدأت الأحداث بعمليات خطف متبادلة بين فصائل محلية وسكان من حي المقوس في السويداء، الذي تسكنه أغلبية من البدو، في 12 من تموز. وتطورت التوترات إلى اشتباكات متبادلة استدعت تدخل الحكومة، التي انسحبت بعد أن استهدفت إسرائيل نقاطًا تابعة لها في السويداء ودمشق. تلا ذلك انتهاكات من قبل الفصائل المحلية بحق البدو، ما أثار غضبًا في الأوساط العشائرية التي أرسلت أرتالًا إلى السويداء.

مشاركة المقال: