السبت, 19 يوليو 2025 12:11 AM

اعترافات ضابط إسرائيلي: هدم المنازل في غزة هدف رئيسي دون معلومات استخباراتية دقيقة وارتفاع حالات الانتحار في الجيش

اعترافات ضابط إسرائيلي: هدم المنازل في غزة هدف رئيسي دون معلومات استخباراتية دقيقة وارتفاع حالات الانتحار في الجيش

كشف ضابط إسرائيلي خدم في قطاع غزة، يوم الجمعة، أن مهمة الجيش الأساسية هناك هي تأمين عمليات هدم واسعة النطاق، معترفًا بأن تدمير البنية التحتية والمنازل هو هدف رئيسي للحرب.

ونقلت صحيفة “هآرتس” عن الضابط، الذي أشير إليه بالحرف الأول من اسمه “أ”، قوله: “يجب على أهالي الجنود أن يفهموا ما يجري. المهمة الأساسية والوحيدة تقريبًا للقوات هي تأمين أعمال هدم الجرافات والتدريبات”.

وأوضح أن العمليات تنفذ تحت مسمى عسكري يعرف بـ”السقف على الأرض”، لكنها “ليست مهمة عسكرية بطبيعتها”، بل تهدف إلى تدمير الأحياء والمنشآت بشكل ممنهج.

وأشارت الصحيفة إلى أن الضابط المذكور من قوات الاحتياط أنهى خدمته مؤخرًا في أحد مراكز القيادة التي تقوم قواتها حاليًا بعمليات في القطاع.

وبحسب شهادة الضابط، فإن عمليات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة تقوم على “هدم هائل للمنازل” دون امتلاك أي معلومات استخبارية دقيقة عن أهداف محددة.

وقال إن “ما يحدث ببساطة هو تدمير واسع النطاق، يُنفّذ وفق خطة ومؤشرات عملياتية مسبقة”.

وكشف أن “مقاولين كثير منهم مدنيون يتقاضون أجورهم من الدولة حسب عدد المباني التي يتم تدميرها”.

وفي وقت سابق اليوم، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأن إسرائيل دمرت أكثر من 88 بالمئة من قطاع غزة وسيطرت على 77 بالمئة من مساحته، مما خلف خسائر تفوق 62 مليار دولار، وهجرت مليوني مدني فلسطيني.

وشدد الضابط الإسرائيلي على أن “الجنود منهكون تمامًا، وهذا الإرهاق بات واضحًا في سلوكهم الميداني”، مشيرًا إلى أن “الانضباط العملياتي تراجع بشكل كبير”.

وأوضح أن “قادة الألوية يقضون نصف وقتهم تقريبًا في محاولة منع إطلاق النار خارج حدود المناطق المحددة، الأمر الذي يزيد من احتمالات وقوع حوادث نيران صديقة”.

وكشف إعلام عبري، يوم الجمعة، عن انتحار 18 عسكريا إسرائيليا منذ مطلع عام 2025، بينهم 3 في شهر يوليو/ تموز الجاري، مقارنة بـ 9 خلال النصف الأول من عام 2024.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي: “تشير المعطيات إلى ارتفاع كبير في عدد حالات الانتحار في صفوف الجيش هذا العام مقارنة بالسنوات السابقة”.

وأشارت إلى أنها تستند إلى “معطيات للجيش الإسرائيلي حصلت عليها من مصادر مطلعة على التفاصيل، وليست رسمية من الجيش نفسه”.

وأضافت: “في النصف الأول من 2025 انتحر 15 جنديا من الجيش الإسرائيلي بالإضافة إلى 3 جنود هذا الشهر، أي 18 جنديا منذ بداية العام”.

وتابعت: “بالمقابل فإنه في النصف الأول من عام 2024، كانت بيانات الانتحار أقل بنصف هذا العدد، أي 9 جنود”.

وفي النصف الأول من عام 2023، انتحر 11 عسكريا وذلك قبل اندلاع حرب الإبادة على غزة، وفق إذاعة الجيش.

وزادت: “تشير البيانات القاطعة إلى ارتفاع ملحوظ في عدد حالات الانتحار في الجيش الإسرائيلي هذا العام، سواء مقارنة بعام الحرب 2024 أو مقارنة بالعام الذي سبقه”.

وبحسب إذاعة الجيش فإن التقديرات التي عُرضت في مناقشات مغلقة في الجيش الإسرائيلي خلال الأيام الأخيرة “تشير إلى أن هذه الأعداد مرشحة للزيادة العام المقبل، ما لم تُتخذ خطوات جادة للحد من هذه الظاهرة ومعالجتها”.

ولم تفسر إذاعة الجيش الإسرائيلي سبب هذا الارتفاع في أعداد حالات الانتحار أو الأسباب التي دفعت العسكريين للإقدام على ذلك.

والخميس، رفض متحدث الجيش الإسرائيلي إيفي دوفرين الكشف عن بيانات رسمية لحالات الانتحار في صفوف العسكريين منذ بداية العام الجاري.

ووفق مراسل الأناضول، رفض دوفرين الإجابة عن طلب من أحد الصحفيين بخصوص تقديم بيانات رسمية عن العسكريين الذين يُقدمون على الانتحار منذ بداية العام.

وقال دوفرين: “كل جندي عزيز علينا، لكننا لا نستطيع أن ننشر للجمهور كل شيء، وهذا أمر طبيعي”.

وخلال الأسبوعين الأخيرين، كشفت وسائل إعلام عبرية بينها صحيفة “معاريف” والقناة “12” وموقع “والا”، عن 4 محاولات انتحار في صفوف الجيش الإسرائيلي، 3 منها نجحت.

وعلى مدى أشهر الإبادة، تحدث الإعلام الإسرائيلي عن تعرض عسكريين لضغوط واضطرابات نفسية بسبب مدة الحرب الطويلة والاستنزاف النفسي.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة أكثر من 198 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.

مشاركة المقال: