الخميس, 2 أكتوبر 2025 02:22 PM

اكتشاف جزيئات عضوية معقدة على قمر «إنسيلادوس» التابع لزحل: خطوة نحو فهم أصل الحياة

اكتشاف جزيئات عضوية معقدة على قمر «إنسيلادوس» التابع لزحل: خطوة نحو فهم أصل الحياة

في اكتشاف علمي هام يعزز فرص وجود حياة خارج كوكب الأرض، كشفت دراسة نشرت في مجلة Nature Astronomy عن وجود جزيئات عضوية معقدة في محيط قمر «إنسيلادوس» التابع لكوكب زحل. يشير هذا الاكتشاف إلى أن هذا العالم الجليدي الصغير يمتلك الظروف الكيميائية الضرورية لنشوء الحياة.

يعتبر «إنسيلادوس»، الذي يبلغ قطره حوالي 500 كيلومتر، من أصغر أقمار زحل وأكثرها إثارة للفضول. على الرغم من بعده عن الشمس وبرودته الشديدة، أثبت المسبار «كاسيني»، الذي استكشف زحل وأقماره بين عامي 2004 و2017، وجود محيط مائي مالح تحت سطحه الجليدي.

خلال تحليق «كاسيني» المتكرر بالقرب من القطب الجنوبي لـ «إنسيلادوس»، التقط صوراً لينابيع حارة تطلق جسيمات جليدية إلى الفضاء، حيث يعود بعضها إلى سطح القمر، بينما ينضم البعض الآخر إلى الحلقة الخارجية للكوكب المعروفة باسم E.

من خلال تحليل عينات الغبار التي جمعها «كاسيني» أثناء مروره عبر هذه الحلقة، تمكن فريق علمي بقيادة الدكتور نذير خواجة من «جامعة برلين الحرّة» من تحديد جزيئات عضوية معقدة تحتوي على سلائف الأحماض الأمينية، وهي اللبنات الأساسية للحياة.

أوضح الباحثون أن هذه الجزيئات ليست نتيجة للتعرض الطويل للإشعاع الكوني، بل مصدرها مياه المحيط الجوفي التي تتفاعل مع الصخور الساخنة في أعماق القمر. يشير هذا التفاعل إلى إمكانية وجود نشاط جيولوجي مماثل لما يحدث في أعماق المحيطات على كوكب الأرض.

أكدت عالمة الكيمياء الفلكية كارولين فريسينيه من مختبر الأجواء والرصد الفضائي (LATMOS) أن الدراسة تدعم فرضيات سابقة، وتضيف دليلاً جديداً بفضل استخدام تقنيات حديثة في التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات القديمة التي جمعها «كاسيني».

وأضافت الباحثة: «تظهر هذه النتائج أن البيانات التي اعتقدنا أننا استنفدناها لا تزال تحمل أسراراً كثيرة، وأن أدوات التحليل الحديثة قادرة على كشفها.»

ترى وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) أن الخطوة التالية يجب أن تكون إرسال مهمة تهبط مباشرة على سطح القمر لجمع عينات من الينابيع الجنوبية، مؤكدة أن مثل هذه المهمة ستضع أوروبا في موقع ريادي في استكشاف النظام الشمسي.

ويقول الدكتور خواجة إنه حتى عدم العثور على حياة سيكون اكتشافاً علمياً كبيراً، لأنه سيجبرنا على إعادة التفكير في ماهية الحياة وأسباب غيابها في بيئات تبدو مثالية لوجودها.

مشاركة المقال: