حذرت كارلا كوينتانا، رئيسة المؤسسة المستقلة للمفقودين في سوريا (IIPM)، من أن الوقت المتاح للعثور على مئات الآلاف من الأشخاص الذين اختفوا في سوريا على مدى عقود من القمع والحرب، آخذ في النفاد. وخلال مؤتمر صحفي عقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، مساء الأربعاء، أكدت كوينتانا أن قضية المفقودين في سوريا تمس كل أسرة ومجتمع، وأن معالجة هذا الملف تتطلب تضافر جميع الخبرات والموارد والقدرات المتاحة.
وأشارت إلى أن كل شخص في سوريا يعرف شخصًا مفقودًا، مؤكدة على ضرورة عدم ترك هذه المهمة العاجلة لشخص واحد، وأنه من غير الأخلاقي تجاهل أي وسيلة ممكنة للبحث عن المفقودين، مشددة على أهمية الاستفادة من التجارب المماثلة في دول أخرى.
وأوضحت كوينتانا أن المؤسسة التي ترأسها تأسست استجابة لرغبة العائلات السورية في معرفة مصير أحبائهم، وإيمانًا بإمكانية ظهور بعض المفقودين بعد سنوات من الانتظار والألم. وأشارت إلى أن مئات الآلاف من الأشخاص قد اختفوا في سوريا على مدى الخمسين عامًا الماضية في ظل حكم عائلة الأسد، بما في ذلك خلال الحرب التي اندلعت عام 2011 واستمرت أربعة عشر عامًا.
ويعتبر ملف المفقودين من أكثر القضايا المؤلمة والمعقدة الناجمة عن النزاع، حيث لم تسلم منه أي عائلة سورية تقريبًا، وأصبح رمزًا للصمت القسري والعدالة المؤجلة. وفي مقابلة مع أخبار الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، أكدت كوينتانا على أن عملية البحث يجب أن تقودها سوريا بدعم من المجتمع الدولي، وأن العائلات يجب أن تكون في صدارة هذا الجهد بعد سنوات من النضال من أجل الحقيقة.
كما أشادت بشجاعة النساء السوريات اللواتي قُدن التحركات للمطالبة بالكشف عن مصير أزواجهن وأبنائهن وآبائهن، مؤكدة أن تسليط الضوء على مصير المفقودين ليس مجرد طي لصفحة الماضي، بل هو حجر الزاوية في مسار سوريا نحو العدالة والمصالحة والإصلاح.