الإثنين, 24 نوفمبر 2025 02:26 PM

الأمم المتحدة تحذر: عودة اللاجئين السوريين لا تعفي من استمرار الدعم المالي

الأمم المتحدة تحذر: عودة اللاجئين السوريين لا تعفي من استمرار الدعم المالي

أكدت شيري ريتسما-أندرسون، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في الأردن، أن عودة بعض اللاجئين السوريين من الأردن لا تعني نهاية الحاجة إلى الدعم المقدم لهم، مشيرة إلى أن العديد منهم سيظلون غير قادرين على العودة إلى ديارهم لفترة طويلة.

وفي حديث لقناة “المملكة” الأردنية، أوضحت المنسقة الأممية أن الأمم المتحدة تعمل جاهدة لضمان استمرار الخدمات الأساسية ودعم احتياجات اللاجئين في الأردن طوال فترة إقامتهم. وأكدت التزام الأمم المتحدة بتقديم الخدمات واستمرار الشراكة مع الأردن كدولة مضيفة للاجئين على المدى الطويل.

ورحبت أندرسون بعودة البعض إلى ديارهم، لكنها شددت على ضرورة مواصلة تقديم الدعم والخدمات للاجئين السوريين لحين تهيئة الظروف المناسبة لعودتهم الآمنة والكريمة إلى سوريا، من حيث توفر المساكن اللائقة والمدارس والمراكز الصحية.

تأثير الخسائر في التمويل

أقرت شيري ريتسما-أندرسون بأن الأمم المتحدة واجهت بعض الخسائر في التمويل خلال العام الحالي، مما أثر سلبًا على الخدمات المقدمة للاجئين. ووصفت العام الحالي بأنه من أصعب الأعوام على منظومة الأمم المتحدة والبرامج الإنسانية حول العالم، مؤكدة أن هذه الصعوبات طالت الأردن وأثرت بشكل ملموس على بعض البرامج والخدمات، خاصة تلك الموجهة للاجئين.

ومع ذلك، أشارت إلى الجانب الإيجابي المتمثل في سعي العديد من المانحين لضمان استقرار التمويل، بعد أن تلقت الأمم المتحدة حوالي 680 مليون دولار في الأردن العام الماضي. وأضافت أن الأمم المتحدة تبذل قصارى جهدها للحفاظ على برامجها، لضمان حصول المجتمعات على المساعدة اللازمة والتخفيف من أي تأثير سلبي على الخدمات، مؤكدة على استمرار تقديم الخدمات الضرورية.

وكشفت أندرسون أن المبلغ النهائي الذي ستختتم به الأمم المتحدة هذا العام في الأردن لن يُعرف إلا في بداية العام المقبل، موضحة أن استكمال هذه الأرقام يستغرق بعض الوقت.

تراجع مستوى القلق

أكدت شيري ريتسما-أندرسون أن مستوى القلق الذي شعرت به المنظمة في وقت سابق من هذا العام قد تراجع إلى حد ما، مشيرة إلى أن العديد من المانحين يتقدمون ويؤكدون التزامهم بدعم اللاجئين في الأردن والأمم المتحدة.

وأوضحت أن الأمم المتحدة تتخذ “تدابير استباقية ومدروسة” لتقليل تأثير أي نقص في التمويل على اللاجئين والمجتمعات الأردنية المضيفة والشركاء. وأكدت أن المنظمة تعطي الأولوية للخدمات الأساسية، مثل الرعاية الصحية والتعليم، لضمان عدم شعور الناس بفقدان التمويل.

شتاء قارس

في 11 تشرين الثاني الحالي، أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن خفض التمويل يهدد بترك 750 ألف لاجئ سوري دون دعم حيوي خلال فصل الشتاء، بما في ذلك البطانيات والفرش وأدوات المطبخ والمصابيح الشمسية والملابس الشتوية.

وقالت دومينيك هايد، مديرة العلاقات الخارجية في مفوضية اللاجئين للأمم المتحدة، إن أكثر من مليون سوري تمكنوا من العودة إلى بلادهم منذ سقوط نظام الأسد، لكن العديد منهم وصلوا إلى منازل مدمرة بسبب سنوات الحرب والقتال. وأشارت إلى أن الدعم الشتوي الذي ستقدمه المنظمة سيكون أقل بكثير هذا العام.

وأكدت هايدي، التي زارت سوريا والأردن، أن ميزانيات المساعدات الإنسانية مُثقلة، وأن العائلات ستضطر إلى تحمل درجات حرارة شديدة البرودة ومواجهة شتاء “قاسٍ” دون امتلاك الضروريات الأساسية. وشددت على أن العائلات التي قابلتها في الأردن متمسكة بأمل العودة، لكنها تشعر بالرهبة من التحدي الهائل المتمثل في إعادة البناء.

واختتمت هايدي قائلة: “مع انخفاض درجات الحرارة في نصف الكرة الشمالي، ينخفض ​​التمويل الإنساني أيضًا، ولا ينبغي أن تُضطر العائلات النازحة إلى مواجهة الشتاء بمفردها”. وأوضحت أن فرق المنظمة تعمل في الميدان وهي مصممة على حماية اللاجئين والنازحين من البرد، مشيرة إلى أن المنظمة بحاجة إلى المزيد من التمويل للمساعدة في التخفيف من معاناة الكثيرين، وأن الوقت والموارد ينفدان.

مشاركة المقال: