أعرب المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا، آدم عبد المولى، عن "قلق بالغ" إزاء التصعيد الأخير الذي يشهده عدد من المناطق السورية، وخاصة في ريف دمشق، والذي أدى إلى تأجيج المخاوف لدى السكان المدنيين وعرّض حياتهم للخطر.
وأكد عبد المولى، حسب بيان صادر عن الأمم المتحدة، أن الانتهاكات المستمرة للقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك استهداف العاملين في المجال الطبي والإنساني، تمثل انتهاكات جسيمة لا يمكن تحمّلها تحت أي ظرف من الظروف. وأشار إلى الحادث المؤلم الذي طال أحد أعضاء فرق الإسعاف التابعة للهلال الأحمر العربي السوري في منطقة أشرفية صحنايا بريف دمشق، حيث أصيب بجروح خطيرة أثناء تأديته لواجبه الإنساني في إنقاذ حياة المدنيين.
وشدد عبد المولى على أن سلامة وأمن العاملين في المجال الإنساني تعد شرطا أساسيا لاستمرار تقديم المساعدات للمجتمعات الأكثر هشاشة، مؤكدا أن استهدافهم يهدد القدرة على الوصول إلى المحتاجين ويعرض المكاسب الإنسانية التي تحققت بصعوبة للخطر.
وامتدت مظاهر العنف إلى محافظة السويداء، وهو ما أثار قلقا كبيرا لدى الأمم المتحدة. وأكد المنسق أن هذا التصعيد يهدد أمن وسلامة المدنيين، ويزيد من تعقيد الوضع الإنساني في المنطقة، مشيرا إلى أن الصراع المستمر يفاقم من معاناة السكان الذين عانوا الأمرين خلال أكثر من عقد من الحرب.
من جانب آخر، أكد عبد المولى التزام الأمم المتحدة الراسخ بتقديم المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء سوريا، وذلك وفقا للمبادئ الأساسية للعمل الإنساني وهي الإنسانية والحياد وعدم التحيز والاستقلال. ودعا جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والامتثال للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
كما ناشد عبد المولى المجتمع الدولي بضرورة اتخاذ تدابير فورية لحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني والمرافق المدنية، مشيداً في الوقت ذاته بشجاعة وتفاني الشركاء الإنسانيين الذين يستمرون في تقديم خدماتهم رغم الظروف الصعبة والمتغيرة التي تشهدها البلاد.
يأتي هذا البيان بعد ساعات من تصريحات سابقة أدلى بها المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، حيث أعرب عن قلقه العميق إزاء "العنف غير المقبول" في سوريا، خاصة في ضواحي دمشق وحمص، وحث جميع الأطراف على اتخاذ خطوات عاجلة لحماية المدنيين ومنع تأجيج النزاعات الطائفية.
يُذكر أن الوضع الإنساني في سوريا يشهد تحديات مستمرة منذ نحو 14 عاما، حيث يحتاج مئات آلاف السوريين إلى كل أشكال المساعدة الإنسانية، فيما تستمر الاحتياجات في الازدياد بسبب تردي الوضع الاقتصادي وتدهور الخدمات الأساسية.