الثلاثاء, 29 أبريل 2025 09:46 AM

الأمم المتحدة تطلق مهمة ضخمة للبحث عن عشرات آلاف المفقودين في سوريا: هل تحمل التغييرات السياسية أملاً جديداً للعائلات؟

الأمم المتحدة تطلق مهمة ضخمة للبحث عن عشرات آلاف المفقودين في سوريا: هل تحمل التغييرات السياسية أملاً جديداً للعائلات؟

في تصريح يسلط الضوء على أحد أكثر الملفات الإنسانية تعقيداً في سوريا، أكدت كارلا كينتانا، رئيسة الهيئة المستقلة للأمم المتحدة المعنية بالمفقودين، أن مهمة البحث عن عشرات آلاف المفقودين السوريين بدأت فعلياً، واصفة إياها بأنها "هائلة، لكنها ممكنة".

وفي مقابلة مع موقع "معلومات العدالة"، أشارت كينتانا إلى أن الوضع السوري تغير جذرياً، ما فتح الباب أمام عمل ميداني داخل الأراضي السورية. وقالت: "لدينا الآن فرصة استثنائية، لكنها تتطلب جهداً غير مسبوق".

وكشفت كينتانا عن تفاصيل أول بعثة ميدانية وصلت إلى سوريا في شباط الماضي، وأكدت سعي الهيئة إلى تنظيم زيارات شهرية وافتتاح مكتب دائم في دمشق، بانتظار موافقة الحكومة الجديدة. كما تحدثت عن لقاء "مشجع" مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني خلال مؤتمر بروكسل للمانحين، الذي انتهى بتفاهم مبدئي على التعاون المشترك.

وأكدت كينتانا أن نجاح هذه المهمة يتوقف على مشاركة العائلات السورية التي تملك الروايات والمعلومات الأساسية حول أحبّائها المفقودين، مشيرة إلى أن "الثقة هي مفتاح العمل... ومن دونها لن نتلقى المعلومات الضرورية".

وتحدثت عن ميزانية الهيئة لعام 2025 التي تبلغ 11 مليون دولار، موضحة أنها تعمل حالياً بـ28 موظفاً من أصل 47 بسبب تجميد التوظيف في الأمم المتحدة. ومع ذلك، عبّرت عن تفاؤلها بفضل دعم أولي من ألمانيا ولوكسمبورغ بلغ 1.2 مليون دولار عبر صندوق تمويل طوعي.

وأوضحت كينتانا أن التعاون جارٍ مع هيئات أممية أخرى مثل لجنة تقصي الحقائق والآلية المحايدة، مع التشديد على فصل الأدوار بين المساءلة القضائية والعمل الإنساني، تجنباً لإرباك الضحايا.

وفيما يخص الدعم المخصص لذوي المفقودين، شددت على أن الهيئة تبني برامجها بناءً على احتياجات الأسر نفسها، وليس على تقييمات بيروقراطية، وتعمل حالياً مع الدول المضيفة للاجئين السوريين على تطوير شبكات دعم نفسي واجتماعي متكاملة.

واختتمت كينتانا حديثها برسالة أمل: "الطريق طويل، لكن هذه هي البداية الضرورية لكشف الحقيقة وتحقيق العدالة".

مشاركة المقال: