أعلنت الأمم المتحدة عن تقديمها، بالتعاون مع شركائها، مساعدات إنسانية لما يقرب من 2.5 مليون شخص في مختلف أنحاء سوريا شهريًا. يأتي هذا الإعلان في ظل تقليص حاد للتمويل الإنساني على المستوى الدولي من قبل كبار المانحين، وفقًا لما صرح به المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، مساء الثلاثاء 3 حزيران.
أشار دوجاريك إلى أن 1185 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية قد عبرت من تركيا إلى سوريا منذ بداية العام، وهو ما يزيد بمقدار 6 مرات عن الفترة نفسها من العام الماضي. وأكدت المنظمة أن القطاع الصحي في سوريا لا يزال يعاني من ضغوط كبيرة، تشمل نقص الأدوية الأساسية، وارتفاع تكلفة العلاج، واكتظاظ أماكن الإيواء، مما يزيد من مخاطر انتشار الأمراض.
استفاد أكثر من مليون شخص في سوريا من هذه المساعدات خلال شهر أيار الماضي. وذكر مسؤولو الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة أن ما يقرب من 16 مليون شخص في سوريا بحاجة ماسة إلى الدعم الصحي والإنساني.
أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن مخلفات الحرب والعبوات غير المنفجرة لا تزال تهدد سلامة المدنيين في أنحاء سوريا. وكشف تقرير للمنظمة عن مقتل وإصابة 1000 شخص، بينهم أكثر من 400 قتيل وما يقرب من 600 جريح، منذ 8 كانون الأول 2024، ويمثل الأطفال أكثر من ثلث الضحايا.
أشارت المنظمة في تقريرها إلى أن خطة الاستجابة الإنسانية لسوريا، التي تبلغ تكلفة تنفيذها ملياري دولار حتى نهاية تموز لدعم 8 ملايين شخص، لم تتلق سوى 11% فقط من إجمالي المبلغ المطلوب. ودعت مجتمع العمل الإنساني إلى تقديم الدعم العاجل لتوسيع جهود التوعية بالمخاطر، وعمليات تطهير المتفجرات ومساعدة الناجين.
أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عبر منصة "إكس"، في 10 أيار الماضي، أن نحو 16 مليون شخص في سوريا بحاجة ماسة إلى الدعم الصحي. وأشار إلى أنه بفضل مساهمة صندوق التمويل المركزي للاستجابة لحالات الطوارئ التابع للأمم المتحدة بقيمة 3 ملايين دولار، تمكنت المنظمة من توسيع نطاق الرعاية الصحية المنقذة للحياة لأكثر من نصف مليون شخص، من خلال تقديم الخدمات الطبية الأساسية وتعزيز مراقبة الأمراض وتوفير الرعاية الصحية العقلية في المحافظات المتضررة بشدة من النزوح.
دعا غيبريسوس المانحين إلى زيادة الدعم، مؤكدًا أن "حياة الناس تعتمد على ذلك".
