يُعتبر كتاب "الإنسان يبحث عن معنى" للمؤلف فيكتور فرانكل، الطبيب النفسي النمساوي، من أهم المؤلفات في مجال علم النفس الوجودي. يستند الكتاب إلى تجربة فرانكل الشخصية في معسكرات الاعتقال النازية خلال الحرب العالمية الثانية.
يقدم الكتاب رؤية عميقة حول معنى الحياة وكيف يمكن لهذا المعنى أن يساعد الإنسان على تحمل أقسى الظروف. يسرد فرانكل في كتابه معاناته ومعاناة رفاقه في معسكرات الاعتقال، حيث الظروف اللاإنسانية كانت سائدة. وقد لاحظ أن الأشخاص الذين تمسكوا بهدف أو معنى لحياتهم، مثل حب شخص ينتظرهم أو رسالة يريدون إتمامها، كانوا أكثر قدرة على الصمود من أولئك الذين فقدوا الأمل.
انطلاقًا من هذه التجربة، أسس فرانكل مدرسة في العلاج النفسي تُعرف باسم العلاج بالمعنى (Logotherapy). تقوم هذه المدرسة على فكرة أن الإنسان لا يسعى بشكل أساسي وراء اللذة أو القوة، بل وراء المعنى. ويرى فرانكل أن الإنسان قادر على إيجاد معنى حتى في الألم والمعاناة، إذا واجههما بإرادة ووعي.
أمثلة على مصادر المعنى:
- الحب والارتباط بإنسان آخر.
- إنجاز رسالة أو عمل أو إبداع ذي قيمة.
- إيجاد مغزى للمعاناة نفسها، وتحويلها إلى قوة للنمو الروحي.
الرسالة الجوهرية للكتاب:
"يمكن أن يُسلب كلّ شيء من الإنسان إلا شيئًا واحدًا: حرية اختيار موقفه في أي ظرف من الظروف."
الخلاصة:
يدعو الكتاب القارئ إلى إدراك أن جوهر الحياة لا يكمن في الظروف الخارجية، بل في الموقف الداخلي الذي يتبناه الإنسان. فالمعنى هو الذي يمنح للحياة قيمتها، ويجعل الإنسان قادرًا على تجاوز الألم والمعاناة بروح صامدة وأمل متجدد.