الإثنين, 1 ديسمبر 2025 07:01 PM

البابا فرنسيس في لبنان: دعوات للوحدة والمصالحة وأمل للشباب في اليوم الثاني من الزيارة

البابا فرنسيس في لبنان: دعوات للوحدة والمصالحة وأمل للشباب في اليوم الثاني من الزيارة

في اليوم الثاني من زيارته إلى لبنان، يواصل البابا لاوون الرابع عشر حمل رسالة الوحدة بين اللبنانيين من مختلف الطوائف، ويقدم الأمل للشباب الذين ينتظرونه بشغف، بعد أن تضاءل إيمانهم بوطنهم الذي مزقته الأزمات.

وصل رأس الكنيسة الكاثوليكية إلى بيروت بعد ظهر الأحد، قادماً من اسطنبول، في أول رحلة خارجية له منذ انتخابه في أيار/مايو. وقد صرح بأن زيارته تهدف إلى أن يكون "رسول سلام" يسعى إلى "تعزيز السلام" في المنطقة التي تعاني من الانقسامات والأزمات والنزاعات.

حث البابا المسؤولين اللبنانيين يوم الأحد على أن يكونوا "في خدمة" شعبهم "الغني بتنوعه"، وأن يعملوا على تحقيق المصالحة التي "تحتاج إلى السلطات والمؤسسات التي تعترف بأن الخير العام هو فوق خير الأطراف"، في بلد يقوم نظامه على توازنات سياسية وطائفية هشة.

أكد البابا فرنسيس، الذي حظي باستقبال رسمي استثنائي وتجمعت حشود على الطرق التي سلكها للترحيب به، أن السلام "هو أن نعرف أن نعيش معاً في وحدة وشركة متصالحين مع بعضنا البعض".

قال الياس ابو نصر شعلان (44 عاماً)، وهو أب لطفلين، لوكالة فرانس برس: "في وقت نتخبط بمشاكل كثيرة اقتصادية واجتماعية وسياسية، نحن بحاجة إلى الأمل وبحاجة إلى أن نتحد كلبنانيين كما جمع البابا المسؤولين ورؤساء الطوائف عند استقباله، لأنه بوحدتنا يمكن أن نتغلب على كل الصعوبات".

وأضاف بعدما شارك مع عائلته بحماسة في استقبال البابا تحت زخات المطر لفرانس برس: "اللحظات التي مرّ فيها البابا أمامنا كانت من أحلى اللحظات، لا توصف بكلمات. شعور بالسلام والمحبة".

يستهل البابا فرنسيس اليوم الثاني من زيارته بحج صباحي إلى ضريح القديس شربل، "قديس لبنان"، كما يسمّيه كثيرون، والذي يشكّل ضريحه في بلدة عنايا الجبلية الواقعة على بعد 54 كيلومتراً شمال بيروت محجاً لمسيحيين ومسلمين.

وهي المرة الأولى التي يزور فيها رأس الكرسي الرسولي الدير التابع للرهبانية اللبنانية المارونية وقد أسس الجزء الأول منه في العام 1828، وواصلت الرهبانية تطويره وزيادة أجزاء عليه، لا سيما بعد إعلان قداسة القديس شربل الذي دفن في المكان منذ العام 1898.

بعد ضريح القديس شربل، يلتقي البابا الأساقفة والكهنة والعاملين في الكنائس في مزار سيدة لبنان الواقع على تلة في حاريصا مطلة على مدينة جونية الساحلية، على أن يلتقي بعدها البطاركة الكاثوليك في مقر إقامته في السفارة البابوية.

بعد ظهر الإثنين، يتوجه الحبر الأعظم إلى ساحة الشهداء في وسط بيروت، حيث يشارك في لقاء مسكوني وحواري بين الأديان، يتوقع أن يجدد فيه رسائله المؤيدة للوحدة واحترام التنوع الديني، على غرار ما فعله في تركيا.

تتعايش في لبنان 18 طائفة، رغم حرب أهلية (1975-1990) أودت بحياة عشرات الآلاف من اللبنانيين، وكانت إلى حد بعيد، في بعض مراحلها حرباً بين مسلمين ومسيحيين. وتتوزع منذ بداية التسعينات مقاعد البرلمان مناصفة بين المسيحيين والمسلمين، في عرف فريد من نوعه في الدول العربية. ويعود منصب الرئيس للطائفة المارونية، ومنصب رئيس الحكومة للطائفة السنية ومنصب رئيس البرلمان للطائفة الشيعية.

يختتم البابا فرنسيس برنامج اليوم الثاني من زيارته بلقاء حاشد مع الشباب في مقر البطريركية المارونية في بكركي، شمال بيروت، حيث سجّل أكثر من عشرة آلاف شخص تتراوح أعمارهم بين 16 و35 سنة، أسماءهم لحضوره وفق المنظمين. وبين هؤلاء أكثر من 500 شاب وشابة يأتون من الخارج.

ويلقي الحبر الأعظم كلمة على مسامع الشباب، بعد سلسلة عروض وتقديم الهدايا له.

يعاني لبنان الذي لطالما نُظر إليه على أنه نموذج للتنوع الديني في الشرق الأوسط، منذ عام 2019 من أزمات متلاحقة شملت انهياراً اقتصادياً غير مسبوق وارتفاعاً كبيراً في معدلات الفقر وتدهور الخدمات العامة، فضلاً عن انفجار مرفأ بيروت في عام 2020 والحرب الأخيرة التي خاضها حزب الله واسرائيل، ولا تزال البلاد تعاني من تبعاتها.

دفعت تلك الأزمات عدداً كبيراً من اللبنانيين، خصوصاً الشباب إلى الهجرة.

أعلن لبنان الإثنين والثلاثاء يومي عطلة رسمية بمناسبة الزيارة، وتم اتخاذ تدابير أمنية مشددة، بما في ذلك إغلاق الطرق وحظر تحليق المسيّرات، وإقفال المحال التجارية في وسط المدينة مساء الاثنين، قبل القداس المقرر صباح الثلاثاء.

مشاركة المقال: