الخميس, 27 نوفمبر 2025 01:29 PM

البابا لاوون ينطلق إلى تركيا بنداءات للسلام ووحدة الكنائس

البابا لاوون ينطلق إلى تركيا بنداءات للسلام ووحدة الكنائس

يبدأ البابا لاوون اليوم الخميس أول رحلة له خارج إيطاليا منذ توليه منصبه كبابا الفاتيكان، متوجهاً إلى تركيا. من المتوقع أن يطلق البابا نداءات من أجل السلام في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى حث الكنائس المسيحية، التي طال انقسامها، على الوحدة.

وقد اختار البابا، وهو أول بابا أمريكي في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، تركيا ذات الأغلبية المسلمة لتكون أول وجهة خارجية له، وذلك للاحتفال بمرور 1700 عام على مجمع نيقية الأول، الذي اعتمد قانون الإيمان الذي تستخدمه غالبية مسيحيي العالم اليوم.

ستحظى زيارة البابا لاوون بمتابعة دقيقة، حيث سيلقي خلالها أول عظاته خارج الفاتيكان، كما سيزور مواقع ثقافية مهمة في تركيا قبل أن يتوجه إلى لبنان.

وفي تصريح لوكالة "رويترز"، قال ماسيمو فاجولي، الأكاديمي الإيطالي المتخصص في شؤون الفاتيكان: "إنها رحلة ذات أهمية كبيرة، لأننا لا نزال نجهل الكثير عن وجهات نظر البابا لاوون الجيوسياسية، وهذه أول فرصة سانحة له للتعبير عنها".

أصبحت الرحلات البابوية الخارجية جزءاً أساسياً من مهام البابا في العصر الحديث، حيث يجذب الباباوات اهتماماً عالمياً خلال الفعاليات التي يرأسونها، والتي تحضرها حشود تصل إلى الملايين أحياناً، كما يلقون كلمات حول السياسة الخارجية ويبذلون جهوداً دبلوماسية دولية.

يُذكر أن البابا لاوون انتُخب في شهر أيار/مايو الماضي خلفاً للبابا الراحل فرنسيس، الذي كان قد خطط لزيارة تركيا ولبنان، لكنه لم يتمكن من ذلك بسبب تدهور حالته الصحية.

وسيغادر البابا لاوون (70 عاماً) مع الوفد المرافق له من روما في حوالي الساعة 7.40 صباحاً (06:40 بتوقيت غرينتش)، وسيزور أولاً العاصمة التركية أنقرة، حيث سيلتقي بالرئيس رجب طيب أردوغان ويلقي كلمة أمام القادة السياسيين.

وسيتوجه مساء اليوم الخميس إلى إسطنبول، مقر البطريرك برثلماوس، الزعيم الروحي للمسيحيين الأرثوذكس في العالم، والبالغ عددهم 260 مليون نسمة.

تجدر الإشارة إلى أن المسيحيين الأرثوذكس والكاثوليك قد انقسموا في الانشقاق العظيم بين الشرق والغرب عام 1054، إلا أنهم سعوا بشكل عام في العقود الأخيرة إلى بناء علاقات أوثق.

وسيسافر البابا لاوون وبرثلماوس يوم غد الجمعة إلى إيزنيق، التي تبعد 140 كيلومتراً جنوب شرقي إسطنبول، والتي كانت تُعرف قديماً باسم نيقية، حيث قام رجال الكنيسة الأوائل بصياغة قانون إيمان نيقية، الذي يحدد المعتقدات الأساسية لمعظم المسيحيين اليوم.

من المتوقع أن يتحدث البابا لاوون باللغة الإنجليزية في خطاباته في تركيا، في خروج عن الممارسة المعتادة، حيث عادة ما يتحدث الباباوات باللغة الإيطالية في رحلاتهم الخارجية.

من المتوقع أن يكون السلام موضوعاً رئيسياً للبابا لاوون خلال زيارته للبنان، التي تبدأ يوم الأحد المقبل. ويعيش في لبنان أكبر عدد من المسيحيين في منطقة الشرق الأوسط.

ويوم الأحد الماضي، قتلت إسرائيل القائد العسكري الكبير في "حزب الله"، هيثم علي الطبطبائي، في غارة جوية على الضاحية الجنوبية في بيروت، على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار المبرم العام الماضي بوساطة أمريكية.

وقال المتحدث باسم الفاتيكان، ماتيو بروني، يوم الاثنين، إنه يجري اتخاذ الاحتياطات الأمنية اللازمة لضمان سلامة البابا في لبنان، لكنه لم يعلق على التفاصيل.

ويأمل الزعماء في لبنان، الذي يستضيف مليون لاجئ سوري وفلسطيني، ويكافح أيضاً للتعافي من أزمة اقتصادية مستمرة منذ سنوات، في أن تجلب زيارة البابا الاهتمام العالمي إلى البلاد.

مشاركة المقال: