الخميس, 27 نوفمبر 2025 11:55 AM

تحصينات إسرائيلية على الحدود: هل تنذر بتصعيد قادم مع لبنان؟

تحصينات إسرائيلية على الحدود: هل تنذر بتصعيد قادم مع لبنان؟

بعد مرور عام على انتهاء الحرب بين إسرائيل وحزب الله، لا يزال الجيش الإسرائيلي متمركزًا في خمسة مواقع داخل الأراضي اللبنانية، حيث قام بتعزيز تحصيناته وتوسيع طرق الوصول إليها، وفقًا لتحليلات صور الأقمار الاصطناعية التي أجرتها وكالة فرانس برس.

اتفاق وقف إطلاق النار، الذي بدأ في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، نص على انسحاب إسرائيلي كامل من لبنان وتفكيك البنية التحتية العسكرية لحزب الله جنوب نهر الليطاني، على بعد حوالي 30 كيلومترًا شمال الحدود مع إسرائيل.

كما تضمن الاتفاق سحب إسرائيل لقواتها بالكامل من جنوب لبنان خلال 60 يومًا، وانسحاب حزب الله إلى مسافة مماثلة من الحدود.

في شباط/فبراير 2025، بررت إسرائيل استمرار وجودها في المواقع الخمسة بحجة التأكد من عدم وجود أي نشاط لحزب الله في جنوب لبنان، معلنة عن نشر سرية في كل موقع.

مراقبة وكالة فرانس برس لصور الأقمار الاصطناعية من مركز "بلانيت لابز بي بي سي" سمحت بتحديد المواقع الدقيقة لهذه القواعد العملياتية الأمامية.

تقع هذه المواقع على تلال تمتد من الغرب إلى الشرق على طول الخط الأزرق، الذي يمثل الحدود بين البلدين، مما يمنح الجيش الإسرائيلي السيطرة على سلسلة من القرى الحدودية اللبنانية التي تعتبر استراتيجية لحماية البلدات الإسرائيلية القريبة (مثل شلومي وشتولا وزرعيت وأفيفيم ومالكية ومرغليوت والمطلة).

تطل هذه المواقع مباشرة على قرى كفركلا وعيتا الشعب ومارون الراس وعيترون وبليدا ومركبا وحولا، وهي من بين القرى اللبنانية الأكثر تضررًا من الغارات الجوية والعمليات البرية الإسرائيلية.

تظهر صور الأقمار الاصطناعية أن جميع المباني القريبة من موقع هاتزيفوني العسكري، بين حولا ومركبا، قد دُمرت.

تتكون هذه القواعد، التي تتراوح مساحة كل منها بين هكتار واحد وهكتارين، والمحاطة بتحصينات ترابية وأكوام من المواد، من قسمين: قسم أكبر يضم مباني مؤقتة، وآخر أصغر يحتوي عادة على مركبات عسكرية فقط.

أُنشئت القاعدة الواقعة في أقصى الغرب، في اللبونة على بعد 150 مترًا من موقع تابع لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) والحدود. أما القاعدة الواقعة في أقصى الشرق، على تلة الحمامص، فهي الأبعد عن الحدود، إذ تبعد عنها مسافة تقارب كيلومترًا ونصف الكيلومتر.

كما تُظهر صور الأقمار الاصطناعية توسيع الطرق المؤدية إلى هذه المواقع بشكل كبير لتسهيل حركة مرور المركبات.

وكما حدث في قطاع غزة، حيث دمرت حرب إسرائيلية إثر هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، هدم الجيش الإسرائيلي بشكل ممنهج المباني والبنى التحتية في القرى الأقرب إلى الحدود، والتي تعرضت لقصف مكثف.

بلغت نسبة الدمار في قرية كفركلا 65%، وفي عيتا الشعب 57%، وفي يارين 55%، وفق حسابات مبنية على مقارنات صور بالأقمار الاصطناعية أجراها الباحثان الأميركيان كوري شير وجامون فان دين هوك من جامعة أوريغون الأميركية، مع آخر تحديث يعود إلى 30 كانون الثاني/يناير 2025.

مشاركة المقال: