الأربعاء, 25 يونيو 2025 01:04 PM

البطريرك يازجي يحمّل الحكومة السورية مسؤولية تفجير كنيسة مار إلياس ويطالبها بتأمين الحماية

البطريرك يازجي يحمّل الحكومة السورية مسؤولية تفجير كنيسة مار إلياس ويطالبها بتأمين الحماية

حمّل بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، يوحنا العاشر يازجي، الحكومة السورية مسؤولية التفجير الانتحاري الذي استهدف كنيسة “مار الياس”. وأشار إلى أن من صميم واجبات الحكومة تحديد المسؤولين عن هذا العمل الإجرامي والكشف عن الجهات التي تقف وراءه.

خلال كلمة ألقاها في تشييع ضحايا التفجير الذي حضرته عنب بلدي، الثلاثاء 24 حزيران، قال يازجي إن تعزية الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع للطائفة المسيحية عبر مكالمة هاتفية مع الوكيل المطران رومانوس الحناة، لا ترقى إلى مستوى الجريمة المرتكبة.

وأوضح يازجي أنه تلقى اتصالًا من السلطة الحالية تفيد بنية إعلان الحداد العام في سوريا على خلفية التفجير، إلا أن ذلك لم يتحقق. وأضاف: "نحن كمسيحيين لا نريد أن يتباكى علينا أحد"، معلنًا هذا اليوم "يوم حداد على الحكومة".

أسفر الهجوم على الكنيسة عن مقتل 25 شخصًا وإصابة 63 آخرين، وفقًا لوزارة الصحة السورية ووكالة الأنباء السورية (سانا). وناشد البطريرك يوحنا يازجي الشرع وأعضاء الحكومة، مؤكدًا أن الشعب يعاني من الجوع، وأن الناس يتوافدون إلى الكنائس بحثًا عن لقمة العيش.

وشدد على أن المواطنين يطالبون الحكومة الحالية بتوفير الأمن والسلام والحماية لجميع السوريين على الأراضي السورية، دون تمييز. وأعرب عن أمله في أن تنجح الحكومة في تحقيق أهداف الثورة السورية باعتبارها ثورة حرة وديمقراطية، يسودها القانون.

واعتبر البطريرك أن ما حدث ليس مجرد حادث فردي أو اعتداء على عائلة، بل هو اعتداء على جميع السوريين، مؤكدًا أن تفجير كنيسة مار الياس يمثل مجزرة غير مقبولة واستهدافًا لمكون أساسي في المجتمع السوري.

وأكد يازجي أن "هذه الجريمة النكراء هي الأولى من نوعها في سوريا منذ عام 1860، ولا يمكن القبول بها في ظل الثورة السورية وفي عهد السلطة الحالية". وأشار إلى أن السوريين يعيشون كعائلة واحدة، وأن المكون المسيحي سيبقى موجودًا رغم الأحداث السابقة، مثل خطف راهبات معلولا ومطراني حلب يوحنا إبراهيم وبولس يازجي عام 2013.

الكشف عن تفاصيل القبض على منفذي التفجير

أعلنت وزارة الداخلية، عقب تشييع الضحايا، عن إلقاء القبض على منفذي التفجير، مشيرة إلى أنهم ينتمون إلى خلية تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية”، وذلك استنادًا إلى نتائج التحقيقات الأولية.

المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، أوضح في مؤتمر صحفي حضرته عنب بلدي، أن زعيم الخلية التي نفذت التفجير هو سوري الجنسية يدعى محمد عبد الإله الجميلي، المكنى “أبو عماد الجميلي”، من سكان منطقة الحجر الأسود في دمشق، وكان يُعرف بلقب “والي الصحراء” لدى التنظيم. وسيتم عرض اعترافاته المصورة لاحقًا بعد الانتهاء من التحقيق معه.

وأضاف البابا أن وزارة الداخلية نفذت عملية أمنية محكمة بالتعاون مع جهاز الاستخبارات العامة، داهمت خلالها أوكارًا للتنظيم عثر فيها على مستودع للأسلحة والمتفجرات. وتم تحييد أحد المتورطين في التفجير، وإلقاء القبض على انتحاري آخر كان في طريقه لتنفيذ عملية في مقام “السيدة زينب” قرب دمشق، ومصادرة دراجة نارية معدة للتفجير في أحد التجمعات المدنية في العاصمة.

وفيما يتعلق بهوية الانتحاريين منفذي تفجير الكنيسة، أوضح المتحدث الرسمي أن الانتحاري الأول والثاني اللذين ألقي القبض عليه في طريقه لتفجير مقام السيدة زينب، قدما إلى دمشق من مخيم “الهول” شمال شرقي سوريا عبر البادية السورية، وتسللا بعد تحرير العاصمة بمساعدة “أبو عماد الجميلي”، مستغلين حالة الفراغ الأمني في بداية التحرير، وهما من جنسيات غير سورية.

مشاركة المقال: