الخميس, 20 نوفمبر 2025 11:47 PM

البورد الألماني في اللاذقية: منحة مجانية تدرب 4000 شاب لسد الفجوة بين التعليم وسوق العمل

البورد الألماني في اللاذقية: منحة مجانية تدرب 4000 شاب لسد الفجوة بين التعليم وسوق العمل

تتواصل فعاليات منحة البورد الألماني المجانية في محافظة اللاذقية، والتي حققت نجاحاً ملحوظاً في تدريب آلاف الشباب من مختلف التخصصات. تهدف هذه المبادرة إلى تضييق الفجوة بين التعليم الأكاديمي ومتطلبات سوق العمل، بالإضافة إلى تأهيل الكوادر الشابة لقيادة مرحلة إعادة الإعمار.

أوضح عصام رياض حليمة، مدير مكتب البورد الألماني في اللاذقية، أن هذه المبادرة أُطلقت على مستوى سوريا بعد التحرير، واستهدفت القطاعين العام والخاص، بما في ذلك مديرية الصحة والمحافظة والمراكز الثقافية وجامعة الشام الخاصة. وأشار حليمة في تصريحه لـ"الحرية" إلى أن الهدف الرئيسي هو شريحة الشباب الذين كانوا بحاجة إلى تعزيز قيمة المعرفة والتدريب العملي، مؤكداً على وجود فجوة كبيرة بين الدراسة النظرية ومتطلبات سوق العمل. وشدد على أن التدريب يمثل صلة الوصل بين الجامعة والحياة العملية.

وكشف حليمة عن تدريب حوالي 4000 متدرب ومتدربة، منهم 2685 شاباً وحوالي 1400 متدرب من المؤسسات الحكومية والجامعات الخاصة، بمن فيهم أطباء ومهندسون ومعلمون. تم التركيز بشكل خاص على المناطق الريفية، حيث تم تدريب قرابة 200 شاب وشابة في بلدة الحفة. وأشار إلى التسهيلات التي قدمتها المحافظة والمراكز الثقافية، مؤكداً أن هذه المبادرة تعكس الحاجة الماسة لبرامج التدريب المهني التي تربط بين الخلفية الأكاديمية ومتطلبات سوق العمل.

مختصون : المنحة تصقل مهارات الشباب السوري وتعيد ثقتهم بأنفسهم

لاحظ حليمة تغيراً إيجابياً في تفكير الشباب بعد التدريب، حيث أصبحوا يبحثون عن دورات تدريبية عملية تتناسب مع واقعهم ومشاريعهم، بدلاً من الدورات التقليدية. وأصبحوا أكثر وعياً بحقوقهم وواجباتهم، وقادرين على تقييم أنفسهم واختيار ما يناسبهم.

من جانبها، أوضحت سعاد زنيكل، منسقة المبادرة في اللاذقية، في تصريحها لـ"الحرية" أنه تم تقديم دورات متنوعة ومتخصصة للشباب، بما في ذلك دورات في إدارة الأعمال لـ 130 متدرباً، بالإضافة إلى تدريب كوادر في مديرية الصحة والمحافظة والمركز الثقافي. وأكدت أن الدورات كانت مجانية بالكامل وشملت تخصصات نوعية مثل إدارة البنوك، والذكاء الاصطناعي، وإدارة الموارد البشرية (HR)، والـ(ICDL)، مع شهادات معتمدة من البورد الألماني. وأضافت أن الشباب في اللاذقية يمتلكون طاقة كبيرة وشغفاً واضحاً، ويستحقون فرصاً تدريبية نوعية تفتح أمامهم أبواب العمل والإبداع، مؤكدة أن هذه الجهود تمثل خطوة إضافية نحو تمكين الشباب السوري وتوجيه طاقاتهم نحو التنمية، في ظل الحاجة المتزايدة لبرامج التدريب النوعية لتحسين فرص العمل وبناء مستقبل أكثر استقراراً.

بدوره، أشار الدكتور أحمد خير بيك (دكتوراه في البيئة والسكان وتنمية المشاريع) إلى تدريبه لأكثر من 100 متدرب في مجال إدارة الأعمال، مؤكداً أن البرنامج أسس بنية علمية حقيقية لإنشاء مشاريعهم الخاصة وإدارتها بشكل أمثل. وأكد أن الدورات ركزت على تطوير شخصية الشباب وقدرتهم على تشخيص عيوبهم الشخصية وتحديد مراحل إنشاء المشروع، والإدارة المالية السليمة، وكيفية مواجهة الصعوبات مثل أزمة تأمين المواد الأساسية. وأضاف خير بيك أن هذه الدورات تكسبهم المهارات التسويقية، وتعلمهم كيفية الوصول إلى منتج جديد ومرغوب، ومواجهة التحديات بجرأة، لافتاً إلى أن المتدربين اكتسبوا الرغبة والقدرة على إدارة الفريق وتصويب الأخطاء في بيئات عملهم. مشيراً إلى أن مثل هذه الدورات تساهم ليس فقط في بناء المهارات، بل في إعادة بناء ثقة الشباب بأنفسهم وقدرتهم على الإسهام الفعال في بناء مستقبل بلدهم.

استطلعت الحرية آراء الشباب، ومنهم طارق محمد سلمان (مهندس ميكانيكي)، الذي أكد أن دورة إدارة الأعمال كانت من صلب عمله، وأن الدورة علمته كيفية إدارة التكلفة والتعامل بتنافسية، وكيف يكون المهندس رائد أعمال ينظم عمله. أما حسن شريفة (خريج حقوق) فرأى أن هذه الدورات تزيد من ثقافة الشباب في مرحلة تطوير المجتمع وإعادة الإعمار، مشيراً إلى أنها حوّلت أفكاره النظرية إلى رؤية عملية واضحة لمشروعه المستقبلي، وأعطته مفاتيح أساسية ليبدأ مشروعه دون خوف من أي عائق، وزادت ثقته بنفسه.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: