الأربعاء, 14 مايو 2025 05:50 PM

الجفاف يضرب سوريا: تعديل الخطة الزراعية وتقليص المساحات المزروعة للمحاصيل الصيفية

الجفاف يضرب سوريا: تعديل الخطة الزراعية وتقليص المساحات المزروعة للمحاصيل الصيفية

كشف مدير الاقتصاد الزراعي في وزارة الزراعة سعيد إبراهيم، أن انخفاض المقدرات المائية خلال الموسم الحالي أدى إلى تعديل الخطة الزراعية للمحاصيل الصيفية.

ووفقاً لوكالة “سانا” الرسمية، فإن إبراهيم قال: “نتيجة التغير المناخي، وانحباس الأمطار الشديد لهذا الموسم، وانخفاض منسوب المياه في السدود والبحيرات، تم تعديل الخطة الزراعية للمحاصيل الصيفية، وتم إجراء تغييرات على الروزنامة الزراعية في ظل الواقع الذي تشهده الزراعة السورية”.

ولفت إبراهيم إلى أن “إصدار الروزنامة الزراعية يتم بداية كل عام، وتشمل حجم الإنتاج المقدر والطلب الفعلي لكل مادة زراعية، وعلى أساسه يتم تحديد (الفائض أو العجز) منها، ويتم بناء هذه التقديرات استناداً إلى الخطة الزراعية التي تقرّ لذات العام”.

وأضاف إبراهيم: “بسبب الجفاف هذا الموسم تم تخفيض المساحات المزروعة المخطط لها بما يقارب الـ 21 ألف هكتار، ما سيلحق تأثيراً في المتاح من المحاصيل الصيفية، وبناء عليه تختلف الروزنامة التي تم إقرارها بداية العام وفقاً للواقع المائي وبدوره الإنتاجي”، مشيراً إلى أن الوزارة تعمل حالياً على إصدار تقرير شهري بالكميات المسموح تصديرها واستيرادها من كل محصول، وفقاً لتتبع تنفيذ المساحات المزروعة في كل محافظة وبكل محصول.

ولفت إلى أن وزارة الزراعة تنسق مع وزارة الموارد المائية، للحد من استنزاف المياه من خلال رصد الآبار المخالفة، التي تستخدم لري المحاصيل، والتي باتت تشكل أزمة حقيقية للقطاع الزراعي.

وأشار إبراهيم إلى أن وزارة الزراعة وبهدف حماية المنتج الزراعي المحلي، تنسق مع وزارة الاقتصاد والصناعة على منع استيراد بعض المنتجات الزراعية، التي تنتج محلياً وبكميات كافية للأسواق المحلية؛ لحماية المنتجات الزراعية المحلية، من خلال تحديد روزنامة زراعية بأبرز المنتجات، ومتابعة الأسواق بالتنسيق مع كل الجهات ذات الصلة.

يشار إلى أن سوريا تشهد تحديات بيئية ومناخية متصاعدة تُهدّد مستقبل الأمن الغذائي في البلاد، نتيجة لتأثيرات الجفاف والتغيرات المناخية التي أصبحت أكثر وضوحاً في السنوات الأخيرة.

وسبق أن نشرت “لجنة الإنقاذ الدولية” تقريراً أشارت فيه إلى أن سوريا هي إحدى 10 بلدان حول العالم الأكثر عرضة لخطر الكوارث المناخية والاحتباس الحراري، مشيرة إلى أن “الجفاف الشديد وزلزال شباط 2024 سلطا الضوء على التحديات المرتبطة بالاستجابة لحالات الطوارئ في بلد يواجه هشاشة عالية”، بحسب “تلفزيون سوريا”.

جدير بالذكر أيضاً، أن مياه نبع عين الفيجة هذا العام لم تتجاوز ثلاثة أمتار مكعبة في الثانية، بعدما كانت تسجل في الأعوام السابقة أكثر من ستة أمتار مكعبة في الثانية، في ظل استنزاف الآبار الاحتياطية في مدينة دمشق، والتي يتم الاعتماد عليها الآن بشكل رئيسي.

وفي وقت سابق، أعلنت المؤسسة العامة لمياه الشرب في دمشق وريفها رفع حالة الطوارئ بسبب شح الموارد المائية لهذا العام، بعد تراجع الهطولات المطرية إلى أقل من 30% من المعدل السنوي، في أدنى مستوى تشهده المدينة منذ عام 1958.

وقبل أيام، قال مدير عام المؤسسة المهندس أحمد درويش لوكالة “سانا” إن كمية المياه الواردة من المصادر الرئيسية، ولا سيما نبع الفيجة، شهدت انخفاضاً بسبب شح الأمطار، ما دفع المؤسسة إلى اعتماد برنامج جديد لضمان وصول المياه إلى جميع السكان.

مشاركة المقال: