الأربعاء, 3 سبتمبر 2025 09:15 PM

الحكومة السورية تتخذ "إجراءات حسن نية" تجاه السويداء وسط تصاعد الدعوات الانفصالية

الحكومة السورية تتخذ "إجراءات حسن نية" تجاه السويداء وسط تصاعد الدعوات الانفصالية

تواصل الحكومة السورية جهودها بهدوء لحل الأزمة في محافظة السويداء، ذات الأغلبية الدرزية، جنوب البلاد، من خلال سلسلة من الإجراءات.

كشف مصدر محلي رفيع المستوى في السويداء عن تعيين دمشق للعميد حسام الطحان مديراً جديداً للأمن الداخلي في المحافظة، بعد إعادة فتح طريق دمشق-السويداء، معتبراً ذلك "رسالة من الحكومة لتحسين الوضع في السويداء".

أوضح المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أن العميد الطحان سيحل محل العميد أحمد الدالاتي، الذي تم تعيينه مديراً للأمن الداخلي في ريف دمشق.

ويرى المصدر أن "تعيين مدير جديد للأمن الداخلي وفتح طريق دمشق-السويداء يعطيان أملاً بتحسن الوضع، وهما رسائل إيجابية من الدولة".

لكنه أشار إلى أن "تحسين الوضع في السويداء يتطلب خطوات إضافية، مثل إطلاق سراح المختطفين، وإعادة ترميم المنازل، وتأمين الحماية للأهالي". وأكد أن هذه الإجراءات "ستعزز الثقة بين الدولة والمجتمع".

يراقب المراقبون جهود الحكومة السورية لحل ملف السويداء بهدوء.

يُذكر أن الشيخ حكمت الهجري، أحد المرجعيات الدينية الدرزية في سوريا، قد رفع من حدة خطابه المناهض للحكومة بعد أحداث يوليو الماضي، التي شهدت مقتل مدنيين ومقاتلين من العشائر والفصائل الدرزية، وعناصر من الجيش وقوى الأمن الحكومية، خلال اشتباكات بين مسلحين من البدو وآخرين من الطائفة الدرزية.

كما صعّد الهجري، الذي يشكر إسرائيل دائماً على دعمها للدروز في سوريا، من دعواته الانفصالية، حيث دعا في 30 أغسطس الماضي إلى "استقلال الجنوب السوري" بعد أن كان يدعو إلى استقلال السويداء فقط.

جاء ذلك بعد تشكيل الهجري ما يسمى "الحرس الوطني" في السويداء من فصائل درزية محلية، و"اللجنة القانونية العليا" و"لجان للإدارة المحلية"، وأعلن عن تشكيل مجلس تنفيذي جديد للمحافظة وتعيين قائد للأمن الداخلي في بداية أغسطس الماضي.

لم يطرأ أي تحسن على الوضع في السويداء بعد إجراءات الهجري، حيث أكد المصدر المحلي أن "الوضع على حاله ولم يتحسن شيء".

ويرى المصدر أن الفصائل المنضمة إلى "الحرس الوطني" لن تتنازل عن دورها، متوقعاً خلافات بينها، وأن هذا التشكيل سيفشل بسبب فرض قياديين ذوي تاريخ سيئ على تلك الفصائل، مشيراً إلى أن قيادة "الحرس الوطني" تضم نجل الهجري، سلمان، ومجموعة "هم عصابات بالأساس".

من وجهة نظر المصدر، فإن "حركة رجال الكرامة"، الفصيل الأكبر في السويداء، "لن تقبل بأن تبقى ضمن مجموعة يقودها سلمان، ابن الهجري، وتأخذ الأوامر منه، ومن ثم أتوقع حصول خلافات بينهم".

قُتل أمس في محافظة السويداء القيادي في "الحرس الوطني"، فراس حمايل، وهو شقيق قيادي في "حزب اللواء السوري" الذي يدار من خارج سوريا ويزعم انه يرغب في انفصال السويداء عن الدولة السورية؛ حيث انضمت الذراع المسلحة لهذا الحزب إلى "الحرس الوطني".

وتحدث المصدر عن مقتل فراس، قائلاً: "كان يريد الاستيلاء على منزل الوزير (في النظام السابق)، منصور عزام، والواقع في منطقة ظهر الجبل؛ حيث حصلت اشتباكات مع حراس المنزل أسفرت عن مقتله".

انتقد المصدر دعوات الهجري لانفصال السويداء والجنوب السوري عن الدولة، واصفاً المشروع بالفاشل، مؤكداً أن الهجري "يهرب إلى الأمام" بعد أن قدم وعوداً لم تتحقق.

وأضاف أن الهجري "يطالب بالتقسيم من دون موافقة دولية، وهذا الأمر يوجد فيه تخبط وعشوائية، وأعتقد أنه وصل إلى مرحلة الفشل".

وأكد المصدر على أهمية الحفاظ على خصوصية السويداء وأهلها مع خطاب إيجابي مع المحيط العربي والإسلامي ومع الدولة الحالية، مشيراً إلى ضرورة "مسك العصا من المنتصف وعدم قطع الخيط مع الدولة".

وختم المصدر بالقول: "الدولة الدرزية (مولود ميت) يجب عدم المراهنة عليه… نحن محيطنا عربي إسلامي، ولا نستطيع الخروج من هذا المحيط لأننا نقطة في بحر، ونُبتلع إذا خرجنا من هذا المحيط".

مشاركة المقال: