السبت, 3 مايو 2025 12:23 AM

الحوار ضرورة رغم اختلاف الآراء: لماذا يجب أن نستمع حتى لمن نختلف معهم؟

الحوار ضرورة رغم اختلاف الآراء: لماذا يجب أن نستمع حتى لمن نختلف معهم؟

يقول سمير حماد أن مجالسة الأحمق الجاهل والمتزمت هي إضاعة للوقت أو اكتساب للحماقة بالعدوى، وخاصة المتعصبين المتذاكين من كل لون. يليهم المستجدون في أي مجال ممن يعتقدون أنهم يملكون مفاتيح علم الأول والآخر لمجرد قراءتهم كتابًا أو كتابين.

بعض هؤلاء قد تثنيه ريح التلاقح والحوار المتمدن عن تعصبه، ولكن الآخرين لا تزيدهم إلا تشنجًا وغلواً وتكلسًا. هؤلاء يصدق عليهم ما قاله صالح بن عبد القدوس: "والشيخ لا يترك أخلاقه حتى يوارى في ثرى رمسه".

الحوار معهم صعب، متوترون، سريعو الغضب لدى سماعهم ما يخالف رأيهم. حوارهم يكتظ بالألفاظ والصفات المطلقة الجازمة، وقلما نعثر في قاموسهم كلمات تشير إلى تواضعهم واحترامهم للآخر.

كل منهم يجد نفسه الناطق الرسمي للمذهب أو الحزب أو الدين أو العرق الذي يمثله، ويعتبر سواه من بقية الأحزاب والمذاهب على خطأ ويستحق العقاب، بدءًا بالمقاطعة، فالنفي، فقطع الأرزاق، إلى قطع الأعناق. ويحمد الباري أنه ليس من صفِّ من يجادله، فهو من الفرقة الناجية دائمًا من أي اتجاه، والآخرون كفرة مخطئون جاهلون.

ولا يقبل من محاوره إلا الاستسلام لرأيه المتخلف. لكن بالرغم من كل شيء لابد من القبول بحوار هؤلاء ومحادثتهم ومناقشتهم، ولو تقاطعت الآراء فالأمر لا يخلو من فائدة، بغض النظر عن النتيجة، ولو فشلنا في ثني الآخر عن موقفه المتزمت.

فهل يحق للطبيب أن يمتنع من معالجة مرضاه، بحجة العدوى؟

(موقع أخبار سوريا الوطن-٢)

مشاركة المقال: