الخميس, 9 أكتوبر 2025 06:47 AM

الدراما السورية: عودة قوية وزخم إنتاجي يتحدى الصعاب

الدراما السورية: عودة قوية وزخم إنتاجي يتحدى الصعاب

بعد سنوات من التحديات، تثبت الدراما السورية مجددًا حضورها الفاعل في المشهد الفني العربي، مستعيدة مكانتها كصرح ثقافي بارز في المنطقة. مع انبلاج فجر مرحلة جديدة واستعادة الاستقرار النسبي في أعقاب تحرير سوريا من النظام البائد، بدأت ملامح الانتعاش تلوح في الأفق، خاصة في قطاع الدراما الذي لطالما عكس الواقع السوري وحافظ على هوية فنية وثقافية فريدة.

تقف الدراما السورية اليوم على أعتاب نهضة جديدة، تستمد طاقتها من تاريخها العريق ومن قاعدة جماهيرية واسعة لا تزال تتابعها بشغف. ومع الاستقرار الأمني النسبي، ودعم الدولة المتمثل في اللجنة الوطنية للدراما للمشاريع الفنية، من المتوقع أن تستعيد سوريا مكانتها كأحد أهم مراكز الإنتاج الدرامي في العالم العربي، سواء من حيث الكم أو التأثير الثقافي والإنساني.

لا يمكن تجاهل الصعوبات التي لا تزال تواجه الدراما السورية، سواء على مستوى التمويل أو تسويق الأعمال، إلا أن الإصرار على الإنتاج، وظهور جيل جديد من الكتاب والمخرجين، بالإضافة إلى عودة بعض الأسماء اللامعة من النجوم السوريين، يشير إلى مرحلة جديدة عنوانها التجديد مع الحفاظ على الأصالة.

تشير التوقعات إلى أن الموسم الدرامي المقبل سيشهد إنتاج ما لا يقل عن 15 مسلسلًا سوريًا، وهو رقم يعكس تعافي قطاع الإنتاج وتزايد الثقة في السوق الدرامية. وتتنوع هذه الأعمال بين الدراما الاجتماعية والتاريخية والبيئة الشامية، بالإضافة إلى مسلسلات تتناول الواقع السوري وما خلفه من تحولات اجتماعية ونفسية وسياسية.

هذا الزخم الإنتاجي لا يقتصر فقط على الكم، بل يترافق مع اهتمام متزايد بجودة النصوص واختيار الممثلين وتطوير تقنيات التصوير والإخراج، مما يجعل الأعمال السورية قادرة على المنافسة على المستوى العربي وحتى العالمي.

ما يميز الدراما السورية هو الحفاظ على هويتها الثقافية والاجتماعية الخاصة. وعلى الرغم من تأثرها بالظروف السياسية والاقتصادية، إلا أنها لم تنجرف إلى التكرار أو الاستسهال، بل ظلت وفية لقضايا المجتمع السوري والعربي، وعالجت مواضيع حساسة بروح نقدية وجرأة فكرية. ولا تزال أعمال البيئة الشامية تجد جمهورًا واسعًا، على الرغم من النقاشات حول مدى واقعيتها، في حين تسعى الدراما الاجتماعية إلى كسر المحرمات ومواكبة المتغيرات، مع التركيز على قضايا الشباب.

الوطن – وائل العدس

مشاركة المقال: