الثلاثاء, 8 يوليو 2025 07:43 PM

الدفاع المدني يكافح حرائق اللاذقية: جهود مكثفة بدعم دولي وإخلاء قرى

الدفاع المدني يكافح حرائق اللاذقية: جهود مكثفة بدعم دولي وإخلاء قرى

يواصل الدفاع المدني السوري جهوده الحثيثة لمكافحة الحرائق التي اندلعت في ريف اللاذقية الغربي منذ أيام. وتعمل فرق الإطفاء على الأرض بدعم جوي من طائرات، وبمساندة من تركيا والأردن ولبنان، في محاولة للسيطرة على النيران وحماية الغابات من التوسع.

انتشرت الحرائق مساء أمس في منطقتي كارن كول والبركة في ناحية قسطل معاف بريف اللاذقية الشمالي، بسبب اشتداد سرعة الرياح. وتواجه فرق الإطفاء صعوبات كبيرة في إخماد النيران بسبب الرياح النشطة وعدم وجود خطوط نار أو طرق للوصول إلى بؤر الحرائق.

تسببت الرياح العاتية في إعادة إشعال بؤر الحريق في جبل التركمان، وتوسع نطاقها، مما زاد من التحديات الميدانية. كما تواجه الفرق صعوبات في الوصول إلى بؤر النيران في منطقة برج زاهية بريف اللاذقية بسبب تضاريس المنطقة الجبلية. ومع توسع رقعة الحرائق في محيط قرية الغسانية (الفلك) في ناحية رأس البسيط، واقترابها من المنازل، قامت فرق الإطفاء بإخلاء السكان من القرية.

أوضح مدير مديرية الحراج مجد سليمان أن الحرائق امتدت إلى الجهة الجنوبية والجنوبية الغربية من محمية الفرنلق، وشملت قرى قسطل معاف والمزرعة وبيت ملق والقنطرة والخضراء، وهي مناطق ذات كثافة حراجية وصنوبرية عالية. كما تأثرت قرية عطيرة في الجهة الشمالية الشرقية، وتُعدّ من المناطق المهمة في المحمية من الناحية الجنوبية.

أشار سليمان إلى أن التركيز الحالي ينصب على حماية نواة المحمية والنقاط ذات التنوع الحيوي والكثافة الحراجية العالية، ولا سيّما غابات السنديان شبه العذري. وتعمل فرق الإطفاء على عزل محور الكبير وغابات الفرنلق لمنع امتداد النيران إلى مناطق أخرى، وفقا لما نقلته قناة الإخبارية.

تبلغ المساحة الكلية للمحمية نحو 5360 هكتاراً، مما يستدعي جهوداً مكثفة للحفاظ على هذا الموقع الحيوي من تأثير الحرائق المتصاعدة.

من جانبه، ذكر وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح أن الفرق تواصل جهودها منذ أكثر من ثلاثة أشهر، حيث استجابت لـ 4000 حريق منذ بداية نيسان وحتى يوم الإثنين 7 تموز. وكان النصيب الأكبر من الحرائق في حلب تلتها اللاذقية، بينما بلغ عدد الحرائق الزراعية والحراجية 2054 حريقاً، منها 441 في اللاذقية و308 في طرطوس.

تطلّبت عمليات الإخماد 3744 ساعة عمل، بينها 1400 ساعة في اللاذقية. وقد استجابت الفرق لـ 334 حريقاً، منذ بداية تموز، بينها 170 حريقا زراعياً وحراجياً، 46 حريقاً في اللاذقية و26 في طرطوس.

في محافظة حماة، أعلن مسؤول غرفة عمليات إطفاء الحرائق، حسن الحسن، السيطرة على حريق اندلع في منطقة فورو غرب المحافظة، بعد جهود ميدانية مكثفة. وأكد أنه دخل مرحلة التبريد والمراقبة، أمس، مع متابعة البؤر المتبقية بسبب صعوبة التضاريس وانتشار الألغام، وقد تم حصر مساحة الحريق بـ 20 دونماً.

أكّد الحسن إخماد حرائق متعددة خلال الأيام الماضية في سهل الغاب وريف مصياف، ضمن خطة الطوارئ المعلنة منذ مطلع الشهر الماضي، مشدداً على جاهزية غرفة العمليات للاستجابة الفورية، وداعياً المواطنين إلى التعاون في الإبلاغ المبكر للحفاظ على السلامة البيئية.

أكد وزير الزراعة أنه سيتم بالتنسيق مع برنامج الغذاء العالمي دعم المزارعين وتعويضهم عن الأضرار التي حصلت جراء الحرائق، وقال إن المنظمة أبدت استعدادها “لتقديم الدعم وتعزيز صمود الأهالي بهذه المناطق” حيث سيقوم مسؤولون بجولة في المناطق المتضررة في اللاذقية لتقييم الأضرار وإعداد اللوائح اللازمة.

يذكر أن الحرائق أتت على نحو 10 آلاف هكتار في 28 موقعاً، تضم آلاف الأشجار الحراجية في ريف اللاذقية.

مشاركة المقال: