الثلاثاء, 26 أغسطس 2025 06:39 PM

الرئيس السوري يستبعد اتفاقات إبراهيمية ويرفض المحاصصة والتقسيم ويكشف عن رؤيته للعلاقات مع لبنان والعراق

الرئيس السوري يستبعد اتفاقات إبراهيمية ويرفض المحاصصة والتقسيم ويكشف عن رؤيته للعلاقات مع لبنان والعراق

استبعد الرئيس السوري “أحمد الشرع” إمكانية انضمام “سوريا” إلى “الاتفاقات الإبراهيمية” وتوقيعها مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، معتبراً أن الدول المنخرطة في هذه الاتفاقات ليست دولاً مجاورة أو على خلاف مع الاحتلال.

وخلال لقاء مع وفد إعلامي عربي، أكد “الشرع” أن الأولوية الحالية هي العودة إلى اتفاق فض الاشتباك لعام 1974 أو أي اتفاق مماثل يهدف إلى ضبط الوضع الأمني في جنوب البلاد تحت إشراف دولي. وأشار إلى أن استراتيجية “سوريا” تقوم على تصفير المشاكل ومعالجة الخلافات، مؤكداً امتلاكها لعوامل قوة وحلفاء، وأنها لن تنجر إلى أي حرب، بل ستركز على شرح موقفها والحصول على الدعم لوحدتها وقوتها.

وأوضح أن أي سياسة تهدف إلى تقسيم “سوريا” لن تنجح، وأن “الجولان” المحتل منذ عام 1967 لم يحظ باعتراف باحتلاله أو دعم إقليمي وعربي ودولي، لأن الدول تعارض التقسيم، وأن هناك كتلة شعبية سورية كبيرة تقف ضد التقسيم.

وفيما يتعلق بملف “السويداء”، ذكر “الشرع” أن معظم أهالي المحافظة مرتبطون بدمشق، وأن الأحداث الأخيرة شهدت قيام قلة قليلة بإثارة الاضطرابات، وبعضهم ينسق مع “كيان الاحتلال”، مشيراً إلى وجود قوات عسكرية تضم ضباطاً من النظام السابق وتجار مخدرات، حسب قوله.

وأشار “الشرع” إلى أن الاشتباكات اندلعت بين “الدروز” و”البدو”، ووقعت أخطاء من جميع الأطراف، وتدخلت قوات الأمن، وربما حدثت بعض الأخطاء، معتبراً أن الحل يكمن في الصبر وترميم العلاقات بين الدروز والبدو والتوصل إلى تفاهمات. ووصف بعض الطروحات الداعية إلى التقسيم بدعم إسرائيلي بأنها “حالمة”، مؤكداً أن موقف أهل السويداء مشرف عبر تاريخ سوريا، وأن موقف فئة معينة لا يمثل الكل.

وفي سياق آخر، أكد “الشرع” أهمية التمييز بين “قسد” والسوريين الكرد، معرباً عن تعاطفه مع الكرد، ومشيراً إلى أنه إذا كان الهدف هو ضمان حقوقهم، فلا داعي لإراقة الدماء، لأن هذه الحقوق ستكون مضمونة في الدستور، لكن المحاصصة غير مقبولة.

وذكر الرئيس السوري أن الاتفاق الذي وقعه مع قائد “قسد” مظلوم عبدي لاقى قبولاً من جميع الأطراف، وأن هناك وساطات دولية وتوجهاً نحو التفاهم، في حين أن القوانين السورية، ولا سيما القانون 107، تتضمن نوعاً من اللامركزية، لكن المهم هو تعريف الفيدرالية أو اللامركزية، ولن تكون مقبولة إذا كانت تعني التقسيم.

وأكد “الشرع” أنه بعد عودته من “العراق”، ركز فقط على النظام وإسقاطه، وأنه ليس امتداداً للأحزاب الإسلامية، سواءً للتنظيمات الجهادية أو “الإخوان المسلمين”، وليس امتداداً للربيع العربي.

من جهة أخرى، اعتبر “الشرع” أن “لبنان” عانى كثيراً من السياسة السورية خلال حكم النظام السابق، مضيفاً أن هناك حاجة إلى صفحة بيضاء جديدة بين سوريا ولبنان يكتب فيها تاريخ جديد للعلاقات بين البلدين، ويجب إلغاء الذاكرة السلبية بينهما.

ورأى أن بإمكان “لبنان” الاستفادة من الهبة الاقتصادية في سوريا، مضيفاً أنه بعث برسالة إلى لبنان والعراق وبعض دول المنطقة عبر تشكيل الحكومة السورية، توضح رفضه للمحاصصة وأنه يريد التشاركية والمشاركة في إدارة البلاد وتعزيز المواطنة.

كما أعرب عن رغبته بتحسين العلاقات مع “العراق” والسير نحو ذلك بالتدرج رغم الجروح الناتجة عن تدخل بعض الأطراف العراقية في سوريا.

مشاركة المقال: