في لقاء يعكس وحدة السوريين في الداخل والخارج رغم المسافات، التقى الرئيس أحمد الشرع وفداً من الجالية السورية في أمريكا في أول أيام زيارته التاريخية للولايات المتحدة. وأكد الرئيس الشرع على أهمية دور الجالية في نقل الصورة الحقيقية للجمهورية العربية السورية، معرباً عن تقديره لجهودهم في خدمة الوطن.
اللقاء الذي استغرق نحو الساعة والنصف في نيويورك، يظهر الأهمية التي يوليها الرئيس الشرع لأبناء الجالية السورية في دول الاغتراب، باعتبارهم سفراء للوطن وجسراً حضارياً وسياسياً يربط سوريا بالمهجر. ويؤكد اللقاء قدرة الدولة السورية على التواصل مع أبنائها في كل مكان، واستمراريتها في دعمهم وتقدير مساهماتهم الاقتصادية والعلمية والسياسية.
وقد عكست حفاوة الاستقبال للرئيس الشرع من قبل أبناء الجالية عمق المحبة والترابط بين السوريين في الداخل والخارج. كما أبرز اللقاء توافق السوريين على رؤية موحدة لمستقبل سوريا، وتأييدهم لسياسات الإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس الشرع، والتي تهدف إلى الانفتاح على المحيط العربي والإقليمي والدولي، وإعادة بناء علاقات سوريا الدولية، والنهوض بالبلاد بعد الأضرار التي خلفتها المراحل السابقة.
وخلال اللقاء، صرح الرئيس الشرع، وفقاً لوسائل إعلام محلية: "يجب أن نكون شعباً موحداً، قد نختلف في بعض الأمور ولكن يجب أن نتحد". وأشار إلى أن العالم يراقب الحدث السوري باهتمام، وأن السوريين أمام فرصة لإثبات أنفسهم، مؤكداً على قدرتهم على إبهار العالم كل يوم بعمل جديد، رغم صعوبة الطريق.
وشدد الرئيس الشرع على أن "سوريا قادرة على استعادة مكانتها كعروس للشرق الأوسط، وتحتاج إلى خطة سليمة ووحدة صف لبناء سوريا التي حرمنا منها. حجم الضرر كبير في كل القطاعات، ولكننا نمتلك رأس مال بشرياً وموارد كبيرة". وأضاف: "نحن عازمون على بناء بلدنا وتمكين الناس من العودة إلى منازلهم. سوريا كانت دائماً مكاناً للتعايش بين مختلف الأديان والأفكار".
وأكد أن بناء البلد يعتمد على المحبة والقوة من السوريين، وليس على الأبراج والمباني، مشيراً إلى أن السوريين صبروا على النظام السابق لفترة طويلة، ولكنهم انتفضوا في النهاية ضد الظلم.
من جهته، كتب جهاد مقدسي، المغترب السوري في الولايات المتحدة، على صفحته في "فيسبوك" بعد حضوره اللقاء: "كانت فرصة أن أكون اليوم بين عدد كبير من أبناء الجالية السورية في الولايات المتحدة خلال اللقاء مع السيد الرئيس والسيد وزير الخارجية. ما ميّز هذا اللقاء لم يكن فقط الحضور الكبير والتنوع الجميل لأبناء وطننا، بل أيضاً الصراحة الواضحة في الإجابات، والتواضع الذكي." وأضاف: "شعرت أن النقاش لم يكن مجرد كلمات بروتوكولية، بل كان مساحة عملية للاستماع والتفاعل الحقيقي، مع طروحات وأسئلة صريحة وبعيدة عن المجاملة أحياناً، مما يعكس إدراكاً عميقاً لأهمية التواصل مع السوريين أينما كانوا. الطريق طويل لكن هذا يمنحنا جميعاً دافعاً لمزيد من التفاؤل والعمل المشترك من أجل مستقبل يليق بسورية وأبنائها".