أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون، في ذكرى الاستقلال، عزمه على تحرير كل شبر من بلاده، في إشارة إلى التلال الخمس التي تحتلها إسرائيل. وشدد على أن الاستقلال يبدأ بحضور الدولة لا غيابها، وأن الدولة يجب أن تكون حاضرة في كل مكان على أراضيها.
أشار الرئيس عون إلى وجود أغلبية جديدة ترفض أي ولاء إلا للبنان، معترفاً بأن أرض الجنوب أنهكتها الاعتداءات وغياب الدولة، وأن لبنان أخطأ في إدارة الاستقلال بدخوله في حروب مركبة، وأن الوصاية الخارجية شوهت بلده، وصراعات المحاور أثرت سلباً.
وصف الرئيس اللبناني المرحلة التي يمر بها بلده بأنها مصيرية، محذراً من أن العالم قد تعب من لبنان. وأكد على ضرورة حصر الولاء للبنان، وحصر السلاح بيد الدولة، مشيراً إلى رفض التغول على المال العام أو إرادة اللبنانيين، ورفض مشروع الدويلات.
كما لفت إلى وجود أطراف في الداخل تعيش حالة إنكار للتطورات في المنطقة، مشدداً على حاجة لبنان لآلية دولية تدعم الجيش اللبناني وتمكنه من حصر السلاح بيد الدولة. وأعلن استعداد الدولة للتفاوض على أي اتفاق يوقف الاعتداءات الإسرائيلية، وأن الجيش مستعد للسيطرة على جنوب الليطاني بالكامل، وتسلم النقاط الخمس التي تحتلها إسرائيل، مؤكداً أن لبنان لن يتخلف عن مسار السلام.
وفيما يتعلق بقمة ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، رأى الرئيس اللبناني أنها حملت مؤشرات مشجعة لانطلاق مسار السلام. وشدد على وجوب الوصول لترتيبات حدودية نهائية مع إسرائيل تنسحب خلالها من كل الأراضي المحتلة، وأهمية ألا يتحول لبنان إلى عملة تفاوض. وأكد أن الجيش يقوم بمهامه الوطنية في كل لبنان خاصة في الجنوب، وأن العلاقة مع سوريا جيدة وتتطور في الاتجاه الصحيح، وأن الخيار هو بناء الدولة واستعادة هيبتها، وأنه لا سقف فوق سقف الدولة.
يذكر أنه بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، تعمل لجنة تضم ممثلين عن الولايات المتحدة وفرنسا والجيشين اللبناني والإسرائيلي وقوة يونيفيل على مراقبة آليات تطبيقه. ويعمل الجيش بالتنسيق مع رئاسة اللجنة التي تبلغه بإحداثيات مواقع ومستودعات لحزب الله، بناء على معطيات تزودها بها إسرائيل، ويتجه عناصر الجيش إلى تلك المواقع بالتنسيق مع قوة يونيفيل لتفكيك السلاح.
منذ سريان وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة أميركية، عزز الجيش انتشاره في الجنوب حيث بات عديده حالياً يتجاوز 9 آلاف عنصر، في حين لم تتوقف الاعتداءات الإسرائيلية.