أكد الرئيس اللبناني جوزاف عون يوم الجمعة أن الوضع على الحدود بين لبنان وسوريا يشهد تحسناً ملحوظاً، مشيراً إلى انتظار بلاده تعيين سفير سوري جديد في بيروت.
جاء ذلك خلال استقبال الرئيس عون في قصر بعبدا لوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني والوفد المرافق له، والذي ضم أيضاً وزير العدل مظهر الويس، وفقاً لبيان صادر عن الرئاسة اللبنانية.
وخلال اللقاء، أعرب عون عن تطلع لبنان إلى تعزيز العلاقات مع سوريا على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، بالإضافة إلى تفعيل التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، بما يخدم استقرار البلدين.
كما أشار إلى أن قرار دمشق بتعليق العمل في المجلس الأعلى اللبناني ـ السوري يستدعي تفعيل العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وكانت الخارجية اللبنانية قد تبلغت صباح الجمعة عبر سفارة دمشق في بيروت قرار تعليق عمل المجلس الأعلى وحصر المراسلات بين البلدين بالطرق الدبلوماسية الرسمية، وفقاً للوكالة الوطنية للإعلام.
وأضاف عون: "ننتظر في هذا الإطار تعيين سفير سوري جديد في لبنان، لمتابعة كل المسائل من خلال السفارتين اللبنانية والسورية في كل من دمشق وبيروت".
وتابع: "أمامنا طريق طويل (..) ومصلحة بلدينا الشقيقين تسمو على كل الاعتبارات، وليس لدينا خيار سوى الاتفاق على ما يضمن هذه المصلحة".
وأكد الرئيس عون أن الوضع على الحدود اللبنانية ـ السورية بات أفضل من السابق.
كما ذكر أن مسائل الحدود البرية والبحرية وخط الغاز والموقوفين السوريين في لبنان تستوجب المعالجة كما تم الاتفاق عليها مع الرئيس السوري أحمد الشرع خلال لقاءين سابقين في القاهرة والدوحة، مؤكداً العمل على حل تلك القضايا انطلاقاً من المصلحة المشتركة.
يذكر أن عدد السجناء السوريين في لبنان يبلغ نحو 2000 شخص، والعديد منهم لا يزال قيد الاحتجاز على خلفية دعمهم للثورة السورية (2011 – 2024)، أو مشاركتهم في إيصال مساعدات أو دعم لوجستي لفصائل معارضة قاتلت نظام المخلوع بشار الأسد.
وشهدت الأشهر الأخيرة تصعيداً في التنسيق الدبلوماسي بين لبنان وسوريا بشأن قضايا جوهرية مثل ملف المفقودين وترسيم الحدود البرية، بالإضافة إلى مساعٍ لتعزيز التعاون الاقتصادي.
تأسس المجلس الأعلى اللبناني السوري في 22 مايو/ أيار 1991، ضمن "معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق"، بين الرئيسين الراحلين السوري حافظ الأسد واللبناني إلياس الهراوي، وكان الاتفاق يشكل الإطار الرسمي لتنظيم العلاقات بين البلدين.
لكن بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان عام 2005، تراجع دور المجلس بشكل واضح، واقتصر نشاطه على مهام رمزية وإدارية محدودة.
وفي مارس/ آذار الماضي، شهدت الحدود اللبنانية السورية تصعيداً خطيراً حين دخل مسلحون إلى الأراضي السورية واختطفوا 3 جنود قبل أن يعدموهم.
وبعد أيام من الاشتباكات وتبادل إطلاق النار بين الجيش السوري ومسلحين لبنانيين، أعلن وزيرا الدفاع السوري مرهف أبو قصرة واللبناني ميشال منسي، أنهما اتفقا على وقف إطلاق النار ومنع التوتر على الحدود بين البلدين.
من جانبه، جدد الشيباني التأكيد على سيادة لبنان والحرص على إقامة علاقات متينة قائمة على الاحترام والتعاون، وفق المصدر نفسه.
وحمّل الرئيس عون الوزير الشيباني تحياته إلى الرئيس الشرع، مجدداً دعوته لزيارة لبنان.
كذلك، جدد الشيباني دعوة الرئيس الشرع لنظيره اللبناني لزيارة سوريا.
وعن عودة اللاجئين السوريين لبلادهم، قال الشيباني: "هناك خطط نناقشها اليوم بدعم دولي لكي تكون هناك عودة كريمة ومستدامة، وتعالج الوضع ما بعد الحرب في سوريا من خلال البنى التحتية وإعادة الإعمار وغير ذلك".
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في لبنان 1.8 مليون، منهم نحو 880 ألفا مسجلون لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بحسب تقديرات لبنانية.
وفي وقت سابق الجمعة، وصل الشيباني بيروت، في أول زيارة إلى لبنان يجريها وزير بحكومة الرئيس الشرع.
وتعد الزيارة الرسمية الأولى للشيباني إلى لبنان منذ توليه منصبه بعد سقوط نظام بشار الأسد أواخر ديسمبر/ كانون الأول 2024.
وهي أيضاً أول زيارة رسمية لمسؤول سوري رفيع إلى لبنان منذ تأسيس الحكومة الجديدة بدمشق في مارس الماضي.
ومنذ الإطاحة بنظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، تبذل الإدارة السورية الجديدة بقيادة الشرع جهودا مكثفة لإنهاء الملفات العالقة، لا سيما مع دول الجوار، بهدف تعزيز الأمن والاستقرار في سوريا.