شهدت مدينة الرقة، اليوم الثلاثاء، انعقاد اجتماع تشاوري موسّع في مقر مجلس سوريا الديمقراطية، لبحث موقع الرقة السياسي في مستقبل سوريا. شارك في الاجتماع عدد من الشخصيات المجتمعية الفاعلة في المدينة، من مثقفين وناشطين حقوقيين ووجهاء عشائر ورجال دين، إلى جانب ممثلين عن منظمات المجتمع المدني، ومؤسسات محلية وممثليات نسائية.
نظّمت اللجنة التحضيرية الاجتماع ضمن سلسلة لقاءات محلية مرتقبة، في سياق سعي أهالي الرقة لتحديد ملامح دورهم في مستقبل سياسي يضمن مشاركة فعلية للمدينة ضمن سوريا موحدة.
شارك في الاجتماع الرئيس المشترك للجنة التفاوض والحوار مع حكومة دمشق عبد حامد المهباش، حيث أكّد في كلمته على ضرورة توحيد الجهود الوطنية للخروج برؤية مشتركة تضمن حلاً عادلاً وشاملاً للأزمة السورية، مشدداً على أن الحل لا يمكن أن يكون مستداماً ما لم يُبنَ على التعددية والشراكة والتمثيل الحقيقي لكل المكونات السورية.
تركزت مداخلات المشاركين حول أهمية ضمان دور فاعل للرقة في المسار السياسي، ما يعكس خصوصيتها الثقافية والاجتماعية، ويكرّس مكانتها كمدينة مدنية نابضة بالحياة رغم ما مرت به من محن.
أشار الحضور إلى أن بناء الاستقرار في سوريا يبدأ من تبني نموذج ديمقراطي تشاركي، ينطلق من الواقع المحلي ويستند إلى تطلعات الناس، مع التأكيد على ضرورة أن تُعامل الرقة كجزء لا يتجزأ من الحلّ الوطني، لا كمنطقة مهمّشة أو طرف مراقب.
اعتبر المشاركون أن هذه اللقاءات التشاورية تفتح الباب أمام بلورة رؤية محلية واضحة المعالم، تُترجم لاحقاً إلى مبادرات عملية تُسهم في بناء دولة تضمن الحريات والعدالة وتساوي الحقوق بين جميع مكوناتها.
اختُتم الاجتماع بالتأكيد على أن هذا اللقاء سيكون باكورة لسلسلة من الحوارات المجتمعية، التي ستُسهم في رسم ملامح مشروع سياسي جامع ينطلق من الواقع المحلي ويطمح لحل شامل على مستوى الوطن.
