أفادت وكالة الطاقة الدولية ببدء السعودية فعلياً في تقليل اعتمادها على النفط لتوليد الكهرباء. وقد انخفض استهلاك المشتقات النفطية بحوالي 100 ألف برميل يومياً خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، وذلك على الرغم من زيادة الطلب على التبريد والنمو السكاني، مما يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق الاستدامة وخفض الانبعاثات.
وأشار تقرير الوكالة إلى أن الخطة السعودية تهدف إلى خفض مليون برميل يومياً من الوقود النفطي المستخدم في إنتاج الكهرباء بحلول عام 2030، وذلك من خلال توسيع مشاريع الطاقة المتجددة لتوليد ما بين 100 إلى 130 غيغاواط، وهو ما يعادل إنتاج الهند من الطاقة الشمسية.
وذكر المدير التنفيذي للوكالة، فاتح بيرول، أن السعودية والعراق ستتمكنان بحلول عام 2035 من تحويل كميات كبيرة من النفط المستخدم حالياً في إنتاج الكهرباء إلى التصدير أو الاستخدام الصناعي، مما سيساهم في زيادة الإيرادات ورفع المعروض النفطي العالمي.
ويرتبط هذا التحول بخطط المملكة لتنويع مصادر الطاقة وتعزيز إنتاج الغاز الطبيعي. ومن المتوقع أن يبدأ مشروع الجافورة العملاق في العمل هذا العام، مما سيساعد في تعزيز إمدادات الغاز وتقليل الاعتماد على النفط، بعد أن تضاعفت قدرات توليد الكهرباء من الغاز في المنطقة ثلاث مرات خلال العقدين الماضيين.
وتؤكد وكالة الطاقة الدولية أن هذه الإجراءات تضع السعودية في موقع ريادي بين دول الشرق الأوسط في مجال التحول الطاقي، وتمهد الطريق لتحقيق مزيج متوازن من مصادر الطاقة المتجددة والغاز والنفط، مما يعزز مكانتها كمنتج رئيسي للطاقة النظيفة في العقد القادم.