الإثنين, 14 يوليو 2025 07:42 PM

السويداء: الجيش السوري يتدخل لإنهاء الاشتباكات الدامية وملاحقة الخارجين عن القانون

السويداء: الجيش السوري يتدخل لإنهاء الاشتباكات الدامية وملاحقة الخارجين عن القانون

أعلنت وزارة الدفاع السورية عن نشر وحداتها العسكرية في المناطق المتضررة من الأحداث في السويداء، وذلك بالتنسيق مع وزارة الداخلية، بهدف حماية المدنيين. يأتي هذا الإجراء بعد اشتباكات دامية شهدتها المنطقة يوم الأحد وأسفرت عن مقتل العشرات.

أوضحت الوزارة في بيان لها صباح اليوم أن الفراغ المؤسساتي الذي تزامن مع اندلاع الاشتباكات في محافظة السويداء ساهم في تفاقم الفوضى وتقليل القدرة على التدخل من قبل المؤسسات الأمنية والعسكرية الرسمية، مما أعاق جهود التهدئة وضبط النفس.

الاشتباكات التي وقعت بين مجموعات مسلحة محلية وعشائر في حي المقوس أدت إلى مقتل 30 شخصًا وإصابة 100 آخرين، قبل أن تنتشر قوات الجيش بهدف فض النزاع ووقف المواجهات، مع التعهد بملاحقة المتسببين في الأحداث وتقديمهم إلى القضاء.

أشار العميد نزار الحريري، معاون قائد الأمن الداخلي لشؤون الشرطة في السويداء، إلى أن المشكلة تعود إلى "حادثة سلب وقعت مؤخرًا على طريق دمشق – السويداء، استهدفت أحد المواطنين العاملين في القطاع التجاري، وما تبعها من ردود فعل متوترة تجسدت في عمليات خطف متبادلة".

شنت مجموعات خارجة عن القانون في السويداء هجمات دامية على البدو في المنطقة، متهمة إياهم والدولة السورية بالمسؤولية عما يحدث، كما استهدفت هجمات هذه المجموعات عناصر من قوى الأمن ووزارة الدفاع.

أكد نور الدين البابا، المتحدث باسم وزارة الداخلية، أن تدخل عناصر الداخلية والدفاع أصبح مطلبًا شعبيًا وضرورة لا مفر منها، مشيرًا إلى تعرض بعض عناصر الجيش والأمن للخطف في كمائن من قبل الخارجين عن القانون، معربًا عن أمله في عودة الأمور إلى طبيعتها وفرض هيبة الدولة في السويداء بحلول عصر اليوم الاثنين.

أعلن مصدر في وزارة الدفاع عن ارتفاع عدد شهداء الجيش إلى 6 خلال عمليات فض الاشتباكات، في حين قامت عناصر من المجموعات الخارجة عن القانون بالتمثيل بجثة شخص يُعتقد أنه من عناصر وزارة الدفاع أو من بدو السويداء خلال الاشتباكات الدامية.

أكدت مصادر محلية أن هذه المجموعات استهدفت بلدة بصر الحرير في ريف درعا بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة، وسُجل سقوط عدد من قذائف الهاون على قرية الصورى الكبرى دون وقوع إصابات، كما شنت هجمات على بدو السويداء، مما أدى إلى مقتل 7 من العشائر وإصابة 20 آخرين، بينهم حالتان حرجتان.

أكد قائد قوى الأمن الداخلي في محافظة درعا انتشار القوات على الحدود الإدارية مع السويداء بهدف الحفاظ على الأمن واحتواء الخلافات العشائرية.

أكد أنور طه الزعبي، محافظ درعا، حرص المحافظة على السلم الأهلي ورفض أي مظهر من مظاهر الفوضى أو التعدي على حقوق المواطنين، مضيفًا أن درعا الجارة الوفية لمحافظة السويداء العزيزة كانت وستبقى كذلك، معربًا عن رفضه لما جرى مؤخرًا في السويداء من اعتداءات على الطرق وأعمال خطف واشتباكات مسلحة وسلب ممتلكات عامة وخاصة، داعيًا أبناء محافظة درعا إلى التمسك بقيم التعايش والتآخي والحفاظ على الاستقرار وضبط النفس وتحكيم العقل والاستجابة لنداءات الحوار الوطني.

من جانبها، رفضت "الرئاسة الروحية للموحدين الدروز" في بيان دخول قوات الأمن العام إلى المحافظة، وطالبت بالحماية الدولية وبشكل فوري وسريع، فيما حلقت الطائرات الحربية الإسرائيلية في أجواء الجنوب السوري بالتزامن مع التوترات التي تشهدها المحافظة.

أوضح وزير الداخلية أنس خطاب أن غياب مؤسسات الدولة، وخاصة العسكرية والأمنية منها، هو سبب رئيسي لما يحدث في السويداء وريفها من توترات مستمرة، مؤكدًا أنه لا حل لذلك إلا بفرض الأمن وتفعيل دور المؤسسات.

دعت وزارة الدفاع في بيانها جميع الأطراف في السويداء إلى التعاون مع قواتها وقوى الأمن الداخلي والتمسك بضبط النفس، مؤكدة أن استمرار التصعيد يزيد من معاناة المدنيين، وأن استعادة الأمن والاستقرار في السويداء هي مسؤولية مشتركة بين الدولة ومواطنيها، كما أكدت الاستعداد التام لدعم أي مبادرة تهدف إلى تعزيز السلم الأهلي وترسيخ روح المواطنة وبناء مستقبل آمن يليق بكرامة الجميع.

أكدت وزارة الداخلية، في بيان اليوم الاثنين، أن "هذا التصعيد الخطير يحدث في ظل غياب المؤسسات الرسمية المعنية، مما أدى إلى تفاقم حالة الفوضى وانفلات الوضع الأمني وعجز المجتمع المحلي عن احتواء الأزمة رغم الدعوات المتكررة للتهدئة، وقد أسفر ذلك عن ارتفاع عدد الضحايا وتهديد مباشر للسلم الأهلي في المنطقة".

دعت "جميع الأطراف المحلية للتعاون مع قوى الأمن الداخلي والسعي إلى التهدئة وضبط النفس"، مضيفة أن "استمرار هذا الصراع لا يخدم إلا الفوضى ويزيد من معاناة أهلنا المدنيين، كما نشدد على أهمية الإسراع في نشر القوى الأمنية في المحافظة والبدء بحوار شامل يعالج أسباب التوتر ويصون كرامة وحقوق جميع مكونات المجتمع في السويداء".

مشاركة المقال: