الإثنين, 1 ديسمبر 2025 07:01 PM

السويداء: حملة اعتقالات تثير التوتر وتساؤلات حول نفوذ الميليشيات ومستقبل المنطقة

السويداء: حملة اعتقالات تثير التوتر وتساؤلات حول نفوذ الميليشيات ومستقبل المنطقة

تشهد محافظة السويداء تصعيداً ملحوظاً منذ أيام، وذلك على خلفية حملة اعتقالات واسعة تنفذها ميليشيا "الحرس الوطني" التابعة لحكمت الهجري. استهدفت الحملة رجال دين ووجهاء وشخصيات اجتماعية بارزة، مما أثار استياءً واسعاً وتساؤلات حول مستقبل المحافظة.

تعتبر هذه الحملة نقطة تحول خطيرة في مسار التوترات الداخلية، حيث يتساءل الكثيرون عن مدى النفوذ الذي تمارسه الميليشيات والعصابات المسلحة، وعن مستقبل النسيج الاجتماعي في السويداء. وقد أثار شريط مصور يظهر تعذيب الشيخ رائد المتني وحلق لحيته وشاربه قسراً غضباً شديداً بين أبناء الطائفة الدرزية داخل السويداء وخارجها، حيث اعتبروا ذلك انتهاكاً للقيم والكرامة.

تزامنت هذه الواقعة مع اعتقال الشيخ مروان رزق، بالإضافة إلى وجهاء من عائلات أبو فخر والصفدي وزيدان. وترى مصادر محلية أن الحملة تستهدف كل من يرفض مشاريع الانفصال أو ينتقد إدارة حكمت الهجري للمناطق التي تسيطر عليها ميليشياته.

يرى مراقبون أن التصعيد الأمني الأخير جاء بعد مظاهرة في الريف الغربي، حمّل فيها المتظاهرون الهجري و"اللجنة القانونية" التابعة له مسؤولية تدهور الأوضاع، واتهموهما بممارسة سلطة الأمر الواقع وتجاوز المؤسسات الأهلية والرسمية. وقد اتسع الاستياء من هذه اللجنة التي تتدخل بشكل تعسفي في المؤسسات، مما أدى إلى تعطيل بعضها.

بالتوازي مع حملة الاعتقالات، تصاعدت أعمال السلب والخطف والاعتداءات التي تُنسب إلى مجموعات مسلحة يُعتقد أنها مرتبطة بميليشيا "الحرس الوطني". ومن أبرز هذه الحوادث اقتحام منزل مدير الأمن الداخلي في السويداء، سليمان عبد الباقي، والاعتداء على أفراد عائلته ونهب ممتلكاتهم، بالإضافة إلى عمليات سلب على الطرقات الرئيسية.

في المقابل، أصدرت ميليشيا "الحرس الوطني" بياناً اتهمت فيه المعتقلين بالتورط في "مؤامرة أمنية خطيرة". ويعتبر هذا الخطاب إعادة إنتاج لسرديات التخوين، مما يزيد من مخاوف الأهالي الذين يطالبون بتدخل الدولة السورية ووزارة الدفاع لإيقاف انتهاكات هذه الميليشيات وإعادة الأمن.

يرى أهالي السويداء أن انتشار السلاح خارج إطار الدولة يضع المحافظة على حافة انفلات واسع. والأخطر في المشهد هو أن حملة ميليشيا الهجري تبدو محاولة لإعادة تشكيل الهرم الاجتماعي في السويداء عبر إضعاف الوجهاء والمشايخ التقليديين، مما يثير تساؤلات حول مستقبل التوازنات داخل المدينة وما إذا كان الهجري يسعى لفرض زعامة أحادية تتجاوز الأعراف والتوافقات.

مشاركة المقال: