الخميس, 17 يوليو 2025 06:42 PM

السويداء على صفيح ساخن: الداخلية السورية تعلن عن "تدخل مباشر" لإنهاء الاشتباكات الدامية

السويداء على صفيح ساخن: الداخلية السورية تعلن عن "تدخل مباشر" لإنهاء الاشتباكات الدامية

الداخلية السورية تعلن عن "تدخل مباشر" في السويداء لوقف الاشتباكات

أعلنت وزارة الداخلية السورية عن عزمها البدء بـ "تدخل مباشر" لقواتها في محافظة السويداء، جنوبي البلاد، وذلك في أعقاب ليلة شهدت اشتباكات دامية خلفت عشرات الضحايا بين قتلى وجرحى. هذه الاشتباكات هي نتيجة صراع مسلح بين فصائل عسكرية محلية وبعض عشائر البدو، بدأ في حي المقوس وامتد إلى الريف الغربي، مع تدخل فصائل من درعا وريف دمشق.

وقد أعربت وزارة الداخلية السورية في بيان لها عن قلقها وأسفها الشديدين إزاء التطورات الدامية التي شهدتها محافظة السويداء خلال الساعات الماضية، والتي أسفرت عن سقوط أكثر من 30 قتيلاً ونحو 100 جريح، وفقًا لإحصاء أولي. هذه الخسائر هي نتيجة اشتباكات مسلحة مؤسفة اندلعت بين مجموعات عسكرية محلية وعشائر في حي المقوس بمدينة السويداء، على خلفية توترات متراكمة.

تعود جذور الاشتباكات إلى قيام مجموعة مجهولة بسلب سائق سيارة خضار من السويداء ما بحوزته على طريق دمشق-السويداء، في سياق سلسلة من الانتهاكات التي شهدها هذا الطريق بحق المدنيين على مدار الشهرين الماضيين، على الرغم من تعهد السلطات السورية بحمايته بموجب اتفاق تم التوصل إليه مع فعاليات دينية واجتماعية في السويداء في مايو/أيار الماضي.

وردًا على ذلك، أقدمت مجموعة محلية مسلحة على خطف عدد من المواطنين المنتمين لعشائر البدو، مما دفع فصائل مسلحة تابعة للعشائر إلى خطف عدد من المواطنين الدروز، الأمر الذي أدى إلى اشتعال صراع مسلح ما زال مستمرًا حتى صباح الإثنين. وقد تم الإفراج عن المخطوفين من الجانبين بحلول فجر الإثنين، وسط مساع للتهدئة.

وأشارت الداخلية السورية في بيانها إلى أن هذا التصعيد الخطير يأتي في ظل غياب المؤسسات الرسمية المعنية، مما أدى إلى تفاقم حالة الفوضى وانفلات الوضع الأمني، وعجز المجتمع المحلي عن احتواء الأزمة، على الرغم من الدعوات المتكررة للتهدئة. وقد أسفر ذلك عن ارتفاع عدد الضحايا وتهديد مباشر للسلم الأهلي.

يُذكر أن فصائل من محافظتي درعا وريف دمشق قد انضمت إلى النزاع المسلح على شكل "فزعة" لعشائر البدو. وقد انتشرت مقاطع فيديو تُظهر إحدى السيارات التابعة للأمن العام وتضم شخصًا يُطلق عبارات طائفية خلال الإعلان عن انضمامه إلى الصراع المسلح في السويداء. وقد أعلنت قيادة الأمن الداخلي في محافظة درعا في وقت لاحق عن "توقيف مجموعة من العناصر الأمنية على خلفية ظهورهم في مقطع مصوّر تم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي يتحدثون فيه بشكل فردي وغير مخول عن قضايا تتعلق بالسلم الأهلي"، وأكدت توقيفهم عن العمل وفتح تحقيق بالأمر.

وأعلنت وزارة الداخلية السورية في بيانها أن "وحدات من قواتها بالتنسيق مع وزارة الدفاع، ستبدأ تدخّلا مباشرا في المنطقة لفض النزاع وإيقاف الاشتباكات وفرض الأمن وملاحقة المتسببين بالأحداث وتحويلهم إلى القضاء المختص، ضمانا لعدم تكرار مثل هذه المآسي واستعادة الاستقرار وترسيخ سلطة القانون".

تجدر الإشارة إلى أن عددًا من الفصائل القادمة من خارج السويداء كانت قد سيطرت على بلدة الطيرة، غربي السويداء، وأضرمت النيران بعدد من المنازل والمحال التجارية قبل خروجها من القرية بعد اشتباكات عنيفة مع فصائل محلية. وقد تم تداول أنباء عن سيطرة بعض تلك الفصائل على قرية الصورة الكبيرة شمالي السويداء، وفق ما أوردته وسائل إعلامية محلية وما أظهرته مقاطع فيديو تم تداولها على منصات التواصل الاجتماعي.

وأفادت وسائل إعلام محلية عن هجوم واسع على الريف الغربي لمحافظة السويداء، صباح الإثنين، استهدف قرى تعارة والدور ودويرة.

وكان قد انضم مئات الشبان من أبناء السويداء لقوى الأمن الداخلي في المحافظة بموجب اتفاق أيار، إلا أن الحضور العسكري الأقوى بقي للفصائل المحلية على مدار الأشهر التي تلت سقوط النظام السابق، ما خلق أجواء غير إيجابية بين الحكومة السورية وبعض المرجعيات الدينية والاجتماعية في السويداء.

مشاركة المقال: