الأربعاء, 24 سبتمبر 2025 05:42 PM

الشرع يحذر من اضطرابات إقليمية ما لم يتم التوصل إلى اتفاق أمني مع إسرائيل

الشرع يحذر من اضطرابات إقليمية ما لم يتم التوصل إلى اتفاق أمني مع إسرائيل

حذر الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، من جولة جديدة من الاضطرابات في الشرق الأوسط ما لم يتم التوصل إلى اتفاق أمني مع إسرائيل يحفظ سيادة سوريا. ودعا الشرع تل أبيب إلى الالتزام بمسار تفاوضي جاد والتوقف عن استغلال "لحظة ضعف" تمر بها بلاده لتنفيذ هجمات واسعة.

وخلال ندوة نظمها معهد الشرق الأوسط في نيويورك، في 23 من أيلول، بحضور مئات الدبلوماسيين والإعلاميين ورجال الأعمال، صرح الشرع: "فعّلنا جهودنا الدبلوماسية للحوار مع إسرائيل، ولسنا من يسبب المشاكل، نحن نخاف من إسرائيل وليس العكس". وحذر من أن استمرار الانتهاكات الجوية والتوغلات البرية يعرقل المفاوضات ويهدد الاستقرار، بحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس".

وأشار إلى أن سوريا ترفض بشكل قاطع أي حديث عن تقسيم، مؤكدًا أن "وحدة سوريا هي جوهر سياستنا الأمنية، وأي تقسيم سيضر الأردن والعراق وتركيا ويعيد المنطقة إلى المربع الأول". وأضاف الشرع أن "ليس من مصلحة أحد أن تعود سوريا إلى ما كانت عليه بعد 14 عامًا من الحرب".

وفي ملف المصالحة الداخلية، اعتبر الشرع أن "الأخطاء التي جرت في السويداء ارتكبتها جميع الأطراف، وخيارنا هو المصالحة"، مؤكدًا أن العدالة الانتقالية جارية وأن فلول النظام السابق يُحاكمون. كما شدد على أهمية دمج مختلف المكونات في مستقبل سوريا، قائلًا إن "واشنطن يمكن أن تساعد في دمج الأكراد في القوات المسلحة السورية"، وفق ما نقل الإعلامي أيمن عبد النور.

وفيما يخص العلاقة مع إسرائيل، أوضح الشرع أن دمشق منفتحة على التوصل إلى اتفاق أمني، لكنه ربط ذلك بقبول إسرائيل نشر قوات الأمم المتحدة وفق اتفاقية عام 1974، ووقف الاعتداءات الجوية والبرية الإسرائيلية. كما أبدى تمسكه بالحلول الدبلوماسية قائلًا إن "أي طرف يحاول جرّ سوريا إلى صراعات جديدة لن يكون مقبولًا".

وأكد الشرع أن بلاده تعمل على تحسين علاقاتها مع قوى إقليمية مثل تركيا والسعودية والإمارات وقطر والعراق، إضافة إلى تقارب تدريجي مع مصر، مضيفًا: "إذا كان جارك بخير، فأنت بخير".

تزامنت هذه التصريحات مع إعلان المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم باراك، أن دمشق وتل أبيب تقتربان من اتفاق "خفض تصعيد" يقضي بوقف إسرائيل هجماتها مقابل التزام سوريا بعدم نقل معدات ثقيلة قرب الحدود، واعتبره خطوة أولى نحو اتفاق أمني أشمل.

ومن المقرر أن يلقي الشرع، اليوم الأربعاء 24 من أيلول، خطابًا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ليصبح أول رئيس سوري يتحدث من على منبرها منذ عام 1967.

وفي سياق متصل، قال المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا، توماس براك، إن سوريا وإسرائيل تقتربان من إبرام اتفاق "خفض التصعيد"، الذي ستوقف بموجبه إسرائيل هجماتها، بينما توافق سوريا على عدم تحريك أي آليات أو معدات ثقيلة قرب الحدود الإسرائيلية. واعتبر المبعوث أن الاتفاق سيكون الخطوة الأولى نحو الاتفاق الأمني الذي يتفاوض البلدان عليه.

وتجري سوريا وإسرائيل محادثات للتوصل إلى اتفاق تأمل دمشق أن يضمن وقف ضربات إسرائيل الجوية وانسحاب قواتها التي توغلت في جنوب سوريا، حسبما نقلت وكالة "رويترز".

وأضاف براك أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، سعى للتوصل إلى اتفاق بين الجانبين سيعلن عنه الأسبوع الحالي، لكن لم يحرز تقدم كاف حتى الآن، مشيرًا إلى أن الاتفاق سيمثل انتصارًا لإدارة الرئيس ترامب.

من جانبه، قال الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، إن إسرائيل قامت باعتداءات كثيرة على سوريا وما زالت تحتل الجولان وتتوغل في الأراضي السورية، لكن سوريا تسعى لتجنب الحرب، لأنها في مرحلة بناء. وأضاف الشرع أن سوريا متجهة نحو التهدئة وأن تعطى فرصة للبناء، وإذا نجحت التهدئة وكان هناك التزام من قبل إسرائيل بما يتم الاتفاق عليه فربما تتطور المفاوضات.

يستعد الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، لإلقاء خطاب ضمن فعاليات الدورة الـ80 لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، اليوم الأربعاء 24 من أيلول. ويرتكز محور خطاب الرئيس الشرع أمام الجمعية العامة على الاستقرار والتنمية الاقتصادية، مع تعزيز الحراك الدبلوماسي لرفع ما تبقى من العقوبات.

واعتبر وزير الإعلام السوري، حمزة المصطفى، أن الخطاب سيؤكد أن سوريا استعادت دورها الطبيعي، وأن المجتمع الدولي يعترف بدورها الريادي والإقليمي. وذكر أن زيارة الشرع إلى نيويورك محطة تاريخية، تعكس عودة سوريا إلى موقعها الطبيعي بعد عزلة فرضها النظام السابق، مشيرًا إلى أن سوريا الجديدة تسعى لإبراز نموذج إصلاحي وتنموي، يقطع صورة الدمار والأزمات التي ارتبطت بالنظام السابق.

وأكد المصطفى أن الموقف السوري ثابت من إسرائيل، بالالتزام باتفاق فصل القوات 1974 أو ما يماثله مع المطالبة بانسحابها من الأراضي المحتلة، ووقف اعتداءاتها المتكررة ضمن مساع دبلوماسية، لحشد الدعم العربي والدولي لمنع التصعيد.

مشاركة المقال: