أكد الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، في كلمته عقب عودته من الولايات المتحدة الأمريكية، أن سوريا استعادت مكانتها التاريخية بين الأمم ولم تعد معزولة عن العالم. واستهل الشرع كلمته بالقول: "كنت أحضّر خطابًا بعد عودتنا من الجمعية العامة للأمم المتحدة لأضعكم بصورة ما حصل معنا، فآثرت أن يكون الخطاب من هنا من إدلب وفاء لها".
وأضاف الشرع، مساء الجمعة 26 من أيلول، خلال حملة "الوفاء لإدلب": "سعينا للبحث مع كل دولة اجتمعنا معها على نقاط التقاء المصالح وربطها بما يصب في صالح بلدنا"، مشيرًا إلى لقاءاته مع رؤساء ومسؤولين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأشار إلى أنه رأى "إصرارًا من الدول على وحدة سوريا واستقرارها ورفض دعوات التقسيم".
واعتبر الشرع أن رفع العقوبات ليس غاية بحدّ ذاته، بل وسيلة "لخدمة الشعب وجذب الاستثمارات وتحسين الاقتصاد وتطوير البنية التحتية وخلق فرص عمل لإعادة بناء البلد من داخلها". وخاطب السوريين قائلًا: "أيها الشعب العظيم أبطال الحكاية السورية، أنتم من ضحى وعانى وشُرد وقتل وعُذب". وأضاف: "اخترت إدلب اليوم لأخاطب منها أهل سوريا عرفانًا لها، فقد كانت هي الأم التي فاء إليها أبناؤها، وتحولت إلى سوريا مصغرة حين عزّت الأرض وضاقت عليها بما رحبت، فانحاز إليها الناس وشاركوا جميعًا في هذا الإنجاز التاريخي".
وكان الشرع قد ألقى خطابًا وصف بـ"التاريخي" في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في دورتها الـ 80، في 24 من أيلول الحالي. ويعد الشرع أول رئيس سوري يشارك في هذا الحدث منذ 60 عامًا، حين شارك الرئيس الأسبق نور الدين الأتاسي عام 1967، وأول رئيس سوري على الإطلاق يشارك في أسبوع الجمعية العامة رفيع المستوى، الذي يعقد بين 22 و30 أيلول.
وتطرق الشرع في كلمته في نيويورك إلى الشأن الداخلي في سوريا متحدثًا عن تشكيل مجلس الشعب، وتعديل قانون الاستثمار، وإنشاء لجان لتقصي الحقائق في أحداث الساحل والسويداء، متعهدًا بتقديم كل من تلطخت يداه بدماء الأبرياء إلى العدالة. وأعلن اعتماده "الحوار والدبلوماسية لتجاوز أزمة الانتهاكات الإسرائيلية"، مجددًا الالتزام باتفاق فض الاشتباك لعام 1974، مشيرًا إلى وقوفه إلى جانب أهل غزة وأطفالها.
وأكد الشرع أن سوريا استعادت علاقاتها الدولية وأنشأت شراكات إقليمية وعالمية، بنشاط دبلوماسي "مكثف"، توج برفع معظم العقوبات تدريجيًا عن سوريا. وطالب الرئيس السوري برفع العقوبات بشكل كامل حتى "لا تكون أداة لتكبيل الشعب السوري ومصادرة حريته من جديد".
وتحدث عن ممارسات النظام السوري السابق، حيث استخدم "أبشع" أدوات التعذيب والقتل والبراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية والتعذيب في السجون والتهجير القسري، وأثار الفتن الطائفية والعرقية واستخدم المخدرات سلاحًا ضد الشعب والعالم. وخلال وجوده في نيويورك، التقى الشرع بعدة زعماء وسياسيين، أبرزهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والأمير القطري حمد بن تميم.
وتتمثل أعمال الجمعية العامة في مناقشة القضايا الدولية وتقديم التوصيات، واعتماد ميزانية الأمم المتحدة، وانتخاب أعضاء غير دائمين في مجلس الأمن، وتعيين الأمين العام بناء على توصية مجلس الأمن. وتشمل اختصاصاتها تعزيز التعاون في مجالات السلم والأمن، وحقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتقديم التوصيات لتسوية النزاعات.