الإثنين, 17 نوفمبر 2025 06:51 PM

الصين تعلن عن استعدادها للمشاركة الفعالة في إعادة إعمار سوريا: زيارة تاريخية لوزير الخارجية السوري إلى بكين

الصين تعلن عن استعدادها للمشاركة الفعالة في إعادة إعمار سوريا: زيارة تاريخية لوزير الخارجية السوري إلى بكين

في خطوة دبلوماسية هامة، التقى وزير الخارجية والمغتربين السوري، أسعد حسن الشيباني، بنظيره الصيني، وانغ يي، في العاصمة الصينية بكين، وذلك يوم الاثنين الموافق 17 نوفمبر 2025. تعتبر هذه الزيارة الأولى من نوعها لوزير خارجية سوري إلى الصين بعد سقوط الأسد، وتأتي في ظل جهود تبذلها الحكومة السورية الجديدة للانفتاح على المجتمع الدولي وتعزيز الشراكة الإستراتيجية مع بكين في مرحلة إعادة الإعمار.

ركزت المباحثات بين الجانبين على عدة محاور أساسية تهدف إلى تفعيل التعاون الثنائي وتعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين. وأشار الوزير الصيني إلى أن سوريا كانت من أوائل الدول العربية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين، وأن العام القادم 2026 سيشهد الاحتفال بالذكرى السبعين لإقامة هذه العلاقات.

أعربت الصين عن استعدادها للمساهمة في تحقيق الأمن والاستقرار في سوريا، وأكدت أنها ستدرس بجدية المشاركة في إعادة إعمار سوريا والمساهمة في تنميتها وتحسين الظروف المعيشية فيها. من جانبها، أعربت الحكومة السورية عن تطلعها للاستفادة من التجربة التنموية الصينية والمشاركة في مبادرة "الحزام والطريق"، وهو ما لاقى ترحيباً من الجانب الصيني.

وحول الدور المحتمل للصين في سوريا، أوضح الكاتب والمحلل السياسي السوري، أحمد مظهر سعدو، لحلب اليوم، أن هناك خططاً لمشاريع استثمارية مع الصين تقدر قيمتها الإجمالية بمئات الملايين من الدولارات. وأشار إلى تصريح سابق للشيباني يؤكد حاجة دمشق إلى "شراكات إستراتيجية حقيقية -ولا سيما مع الصين- في مرحلة البناء وإعادة الإعمار".

وأكد سعدو أن الصين تعتبر شريكاً اقتصادياً واستراتيجياً بالغ الأهمية لسوريا في المرحلة الراهنة، مشيراً إلى أهمية التوجه نحو الصين بالقول: "الصين دولة مهمة عالمياً وهي من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن… ومن ثم فإن التوجه نحوها بات ضرورة ملحة لكسب ودها، وبالإضافة إلى الثقل السياسي، فإن الحاجة للشراكة الاقتصادية هي الدافع الرئيسي".

وجدد الجانب السوري التزامه الثابت بمبدأ "الصين الواحدة"، وأشاد الشيباني بالدعم الصيني المتواصل لسوريا في الأمم المتحدة، وخاصة فيما يتعلق بوحدة أراضيها وسيادتها، معرباً عن "تقدير سوريا للمساعدات طويلة الأمد التي تقدمها الصين".

وأكد وانغ يي أن "الصين تحترم الخيارات المستقلة للشعب السوري، ومستعدة للمساهمة في أمن واستقرار سوريا وفق مبدأ قيادة سورية، وملكية سورية"، فيما أكد الشيباني أن "سوريا تعطي أهمية كبيرة للمخاوف الأمنية الصينية، وتعارض جميع أشكال الإرهاب، ولن تسمح بأي نشاط يضر بالأمن القومي الصيني انطلاقاً من الأراضي السورية".

تأتي هذه الزيارة في إطار المسار الدبلوماسي النشط الذي تتبعه الحكومة السورية الجديدة لتعزيز شراكاتها الدولية بعد سنوات الحرب، وسط تحول في السياسة الخارجية. وقد سبق للوزير الشيباني أن أوضح أن سوريا "أعادت تصحيح العلاقة مع الصين التي كانت تقف سياسياً إلى جانب نظام الأسد البائد". وتندرج زيارة بكين ضمن سلسلة تحركات دبلوماسية سورية مكثفة، شملت أيضاً زيارة إلى المملكة المتحدة حيث أعيد افتتاح السفارة السورية في لندن بعد إغلاق دام 14 عاماً، ولقاءات مع المسؤولين الأمريكيين في البيت الأبيض. وتؤكد الحكومة السورية حاجتها إلى الصين، كقوة اقتصادية كبرى، في مرحلة إعادة الإعمار التي تلي الحرب.

مشاركة المقال: