الثلاثاء, 19 أغسطس 2025 03:50 PM

العدل السورية تكشف سبب وفاة يوسف لباد وتغلق التحقيقات

العدل السورية تكشف سبب وفاة يوسف لباد وتغلق التحقيقات

أعلن المحامي العام في دمشق، القاضي حسام خطاب، نتائج التقرير الطبي الخاص بوفاة الشاب يوسف لباد، الذي فارق الحياة في محرس الجامع الأموي في نهاية تموز الماضي، وأشار إلى إغلاق التحقيقات المتعلقة بالقضية.

وذكر القاضي في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية (سانا) اليوم الثلاثاء 19 آب، أن الوفاة نجمت عن نوبة اختلاجية نتيجة لتعاطي المتوفى مادتي الأمفيتامين المخدرة والفلوكستين (مضاد للاكتئاب)، بالإضافة إلى معاناته من ضغط نفسي وهياج خلال الفترة التي سبقت الوفاة.

وأوضح القاضي خطاب أن النتائج صدرت عن اللجنة الطبية الثلاثية المشكلة في 31 تموز الماضي. واستبعدت اللجنة، بحسب خطاب، أن تكون الإصابات الظاهرية الطفيفة (سحجات وكدمات سطحية) سببًا في الوفاة، مع عدم وجود أذيات داخلية خطيرة كالنزوف الدماغية أو الكسور العظمية.

وبحسب المحامي العام، كشف التقرير الطبي عن وجود المادتين المخدرة والدوائية في عينة مأخوذة من معدة المتوفى، مشيرًا إلى ارتباط التفاعل الدوائي مع الحالة النفسية المتوترة (قلة النوم والهياج) كمحفز رئيس للأزمة الصحية التي ألمت بالشاب. كما ربطت النتائج بين الموجودات التشريحية (احتقان الوجه، نزوف نمشية، وذمة رئوية) ونقص الأكسجة الدماغية الناجم عن النوبة.

وبناءً على هذه النتائج، تم إغلاق التحقيقات المتعلقة بوفاة اللباد، وأحيلت القضية إلى القضاء، وفقًا لما ذكره خطاب، الذي أكد التزام وزارة العدل بـ "كشف الحقائق ورفع المظالم متى وُجدت ووضع نتائج التحقيق علنًا لضمان العدالة".

الداخلية: ملتزمون الشفافية والمساءلة

من جهته، صرح المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، بأن تقرير الطب الشرعي أثبت عدم وجود أي علاقة لعناصر قوى الأمن الداخلي بالوفاة. وأضاف في منشور على حسابه في فيسبوك اليوم، أن الوزارة ملتزمة بـ "حماية المواطنين وصون حقوقهم، ومضيّها في نهج الشفافية والمساءلة، وحرصها الدائم على إطلاع أبناء شعبنا على الحقائق بكل وضوح".

وكانت حادثة وفاة الشاب لباد قد أثارت موجة واسعة من الغضب والجدل في سوريا، بعد تسليم جثمانه لذويه وعليها آثار تعذيب، وسط اتهامات للأمن العام بتعذيبه خلال احتجازه في المسجد الأموي بدمشق.

وكان البابا قد صرح لعنب بلدي في 31 تموز الماضي، أن الشاب توفي بسبب سلوك عنيف تجاه نفسه، تمثل بضرب رأسه وجسمه بالحائط، أثناء احتجازه في غرفة الحراسة التابعة للجامع، نافيًا اقتياده إلى أي مركز احتجاز تابع للوزارة.

وأوضح المتحدث باسم الداخلية أن عناصر حرس الجامع الأموي في دمشق اعتقلوا الشاب اللباد بعد إخطارهم بسلوك وصفه بغير المتزن ومشادات مع المصلين ورواد الجامع. وأشار إلى أن رواد الجامع حاولوا بداية التفاهم معه، لكن اللباد ردّ عليهم بعنف، ثم تطور الأمر إلى هيجان وأغمي عليه عدة مرات، ما دفعهم إلى طلب الحراس.

وبعد دخول عناصر الحرس، عادت حالة الغضب والإغماء المتكرر لدى اللباد، وفق ما وثقته كاميرات المراقبة والحضور، أضاف البابا، ليتبين للعناصر أن الشاب يعاني من وضع صحي خاص، ثم اقتادوه مصفدًا إلى خارج الجامع، لما يحويه (الأموي) من مكانة دينية وسياحية.

“الداخلية” تصر على روايتها في مقتل يوسف اللباد

وفي حديث سابق إلى عنب بلدي، قال قريب يوسف، بدر قزعور، إنه عاد من ألمانيا للاستقرار في سوريا، لأن ابنته باتت في سن المدرسة، وكان يسعى للعثور على مكان مناسب للعيش تمهيدًا لعودة أسرته، موضحًا أن يوسف كان مسؤولًا عن أسرة من ثلاثة أطفال وزوجة ووالدته. واعتبر أن توصيف يوسف على أنه يعاني من "اضطرابات نفسية" أمر مسيء وغير مقبول، وترفضه العائلة بشكل قاطع.

قضية يوسف اللباد تثير القلق بشأن التعذيب في سوريا

قلق من ممارسات الاعتقال

قضية يوسف لباد، وقضايا متفرقة شهدتها سوريا خلال الأشهر الأخيرة، أثارت مخاوف من عودة ممارسات الاعتقال والوفاة تحت التعذيب، بالرغم من التطمينات الحكومية، في ظل غياب المساءلة في مراكز الاحتجاز السورية.

ووثقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" مقتل 50 مدنيًا، بينهم طفلين وسيدتين (أنثى بالغة) على يد القوات الحكومية، خلال النصف الأول من العام الحالي، منذ كانون الثاني وحتى حزيران الماضيين.

الداخلية بين تعثر أمني وتجاوزات تهدد الثقة
مشاركة المقال: