الخميس, 21 أغسطس 2025 10:25 PM

الغوطة 2013: تفاصيل مروعة عن الهجوم الكيميائي الذي استهدف الأطفال بغاز السارين

الغوطة 2013: تفاصيل مروعة عن الهجوم الكيميائي الذي استهدف الأطفال بغاز السارين

دمشق-سانا لم يكن الهجوم الكيماوي الذي شنه النظام البائد على الغوطة في ليلة 21 آب 2013 مجرد جريمة إبادة جماعية، بل كان نقطة تحول دامية وثقت حجم الانتهاكات وأكدت مسؤولية النظام المباشرة، وفقًا لتقارير أممية ودولية.

تلك الليلة مثلت فصلاً مأساويًا، حيث حملت صواريخ وقذائف مدفعية النظام البائد غاز السارين السام بدلاً من النيران، محولة سماء الغوطة إلى كابوس حل على أحياء مكتظة بالمدنيين في عين ترما، زملكا، جوبر، ومعضمية الشام، ضمن الغوطتين الشرقية والغربية.

الموت الصامت

أطلقت قوات النظام البائد في تلك الليلة أكثر من 10 صواريخ محملة بغاز السارين، وهو الأكثر فتكاً بين أسلحة الحرب الكيميائية المعروفة. تزامن ذلك مع طقس صيفي حار، مما جعل الغازات السامة تنحدر نحو سطح الأرض وتخنق السكان الذين لجأوا إلى الأقبية اتقاء القصف، غير مدركين أن تلك الملاجئ ستتحول إلى مصائد للموت الصامت، حيث ترسّب الغاز الثقيل وقتل الأهالي خنقاً وهم نائمون.

مشهد إبادة جماعية موثّق بالأرقام

تم توثيق هذه الإبادة الجماعية بالأرقام، حيث تراوحت أعداد الضحايا بين 1300 و1729 قتيلاً، بينهم ما لا يقل عن 426 طفلاً، وفقًا لتحقيق نشرته صحيفة لوفيغارو الفرنسية في نيسان 2017 ونقلته منظمة هيومانيوم المعنية برعاية الأطفال ووقف انتهاكات حقوقهم حول العالم.

الغوطة تختنق… والمشافي عاجزة

تحدث الأطباء والمسعفون عن أعراض مروّعة أصابت الضحايا، شملت اختناقاً حاداً، شللاً عضلياً، فقداناً للوعي، ووفاة سريعة خلال دقائق. استقبلت مشافي الغوطة الشرقية نحو 3600 حالة في أقل من ثلاث ساعات، توفي منهم 355 شخصاً في ظل نقص حاد في المعدات والأدوية والمستلزمات الطبية نتيجة الحصار الممنهج الذي فرضه النظام البائد على المنطقة حينها.

أدلة دامغة ومسؤولية مباشرة

حمّلت التحقيقات الدولية، وفي مقدمتها تقرير البيت الأبيض الأمريكي، النظام البائد المسؤولية المباشرة عن الهجوم، استناداً إلى معلومات استخباراتية شملت تسجيلات صوتية لاعتراض اتصالات جرت بين مسؤولين في وزارة دفاع النظام البائد وقادة وحدات مختصة بالأسلحة الكيميائية، أشارت إلى تنسيق مباشر للهجوم وتنفيذه على مراحل.

أكد رئيس لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة للتحقيق في استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، السويدي آكي سيلستروم، في تقريره بتاريخ أيلول 2013 بشكل قاطع أن غاز السارين استُخدم في هجوم الغوطة الكيماوي على نطاق واسع، وأن طبيعة الصواريخ المستخدمة ومدى انتشارها يشيران إلى أنها أُطلقت من مناطق تحت سيطرة قوات النظام البائد.

في الذكرى الثانية عشرة لهذا الهجوم الإجرامي، وبعد الانتصار التاريخي الذي حققته الثورة السورية على النظام البائد، تعود الغوطة لتروي حكاية اليوم الأصفر، هذا اللون الذي يرمز للتحذير من خطر المواد السامة، يوم اختنق فيه الأطفال، وسقط فيه الأبرياء دون إنذار. واليوم، إذ نستذكر المأساة، نؤكد أن العدالة ليست خياراً بل التزام، وأن المحاسبة الحقيقية هي السبيل الوحيد لحماية الإنسانية، وصون دماء الشهداء، وضمان عدم تكرار الجرائم في أي مكان من هذا العالم.

مشاركة المقال: