الخميس, 14 أغسطس 2025 07:01 PM

القامشلي تحت وطأة الحر: ارتفاع الإصابات ونقص الإمكانيات يهدد بكارثة صحية

القامشلي تحت وطأة الحر: ارتفاع الإصابات ونقص الإمكانيات يهدد بكارثة صحية

يشهد قسم الإسعاف في أحد مشافي القامشلي بمحافظة الحسكة ضغطًا هائلاً، حيث يعاين المسعف محمود ثلاثة مرضى يعانون من ضربات الشمس. من بينهم طفل في التاسعة من عمره يجد صعوبة في التنفس، وامرأة مسنة تعاني من دوار شديد، ورجل خمسيني فاقد الوعي. يعمل الكادر الطبي بإمكانيات محدودة في ظل ارتفاع درجات الحرارة.

منذ بداية شهر أغسطس/آب، تتعرض القامشلي لموجة حر شديدة، مما أدى إلى زيادة كبيرة في عدد الإصابات المرتبطة بالحرارة، خاصة بين الأطفال وكبار السن والعمال الميدانيين. وأكد طبيب طوارئ في المشفى، طلب عدم ذكر اسمه، لموقع سوريا 24 أن القسم يستقبل أكثر من خمسين حالة في اليوم، وهو ما يفوق الطاقة الاستيعابية للمشفى، خاصة مع نقص الكوادر والمعدات. وأشار إلى أن بعض المرضى ينتظرون لساعات قبل تلقي العلاج، مما يزيد من خطر حدوث مضاعفات.

مع ضعف التهوية في معظم الأقسام، يلجأ بعض الأهالي إلى نقل ذويهم إلى المشافي الخاصة، إلا أن التكلفة المرتفعة تجعل هذا الخيار صعبًا على الكثيرين. وأشار أبو أحمد، والد أحد المرضى، إلى أنه دفع أكثر من 200 ألف ليرة سورية للمعالجة الأولية، وهو مبلغ كبير.

يزيد غياب حملات التوعية من خطورة الوضع، حيث يفتقر الكثير من السكان إلى معرفة علامات الإنذار المبكر لضربات الشمس وكيفية الوقاية منها، مما يؤخر وصول المرضى إلى العلاج ويزيد من الحالات الحرجة.

يطالب أهالي القامشلي بتدخل عاجل من الجهات الصحية لتوفير الدعم الفني واللوجستي للمشافي العامة، وإنشاء نقاط إسعاف ميدانية في المناطق المتضررة، وتوزيع مياه الشرب ووسائل التبريد في الأحياء الفقيرة. وفي الوقت الحالي، تتركز الجهود الطبية على إنقاذ الأرواح بالإمكانيات المتاحة، لكن استمرار موجة الحر دون إجراءات عاجلة قد يؤدي إلى أزمة صحية أكبر في القامشلي.

مشاركة المقال: