السبت, 17 مايو 2025 06:23 PM

القامشلي تختنق: تلوث نهر جقجق يُنذر بكارثة بيئية وصحية

القامشلي تختنق: تلوث نهر جقجق يُنذر بكارثة بيئية وصحية

في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتزايد نسب التلوث، يواجه سكان مدينة القامشلي أزمة بيئية وصحية خانقة نتيجة تدهور الوضع في نهر جقجق، أحد المعالم الطبيعية المهمة في المدينة. التلوث الناجم عن رمي النفايات وتمديدات الصرف الصحي في النهر تسبب في انبعاث روائح كريهة وانتشار الحشرات، ما انعكس سلبًا على صحة السكان، خاصة الأطفال وكبار السن، وسط مطالبات شعبية بتحرك فوري من الجهات المعنية.

شكاوى السكان: معاناة يومية وتدهور صحي

علي، أحد سكان القامشلي القاطنين بالقرب من النهر، تحدث في تصريح خاص لمنصة “سوريا ٢٤”، قائلًا: “نحن نعاني بشكل كبير من الوضع الحالي للنهر، إذ يتم تمديد أنابيب الصرف الصحي إليه، إضافة إلى رمي الأوساخ بشكل عشوائي في محيطه وداخله، مما يؤدي إلى انبعاث روائح كريهة لا تُطاق، خصوصًا في فصل الصيف ومع ارتفاع درجات الحرارة”. وأشار علي إلى أن الحشرات، مثل الذباب والبرغش، باتت تغطي المكان وتغزو المنازل، مضيفًا: “الأطفال وحتى الكبار بدأوا يعانون من أمراض جلدية والتهابات مزمنة بسبب هذا التلوث، وأنا شخصيًا أعاني من ضيق تنفس يتفاقم مع هذه الروائح”. وطالب علي، باسم السكان القاطنين على أطراف النهر، الجهات المحلية بالتحرك العاجل، مؤكدًا أن الوضع لم يعد يُحتمل. “نطالب البلدية بوضع حل جذري يشمل تنظيف النهر بشكل كامل، ووقف تمديدات الصرف الصحي، إلى جانب حملات توعية للمواطنين حول مخاطر رمي النفايات في النهر”، شدد علي.

رد البلدية: أزمة معقدة وخطط قيد الدراسة

من جانبه، أكد مسعود يوسف، نائب الرئاسة المشتركة لبلدية القامشلي، في تصريح خاص لمنصة “سوريا ٢٤”، أن نهر جقجق يُعد من المعالم الأساسية للمدينة، حيث يدخل القامشلي من الحدود السورية-التركية ويمر من منتصفها لمسافة تُقدّر بنحو عشرة كيلومترات. وأوضح أن من أبرز أسباب تلوث النهر هو عدم التزام الجانب التركي بتزويد سوريا بحصتها المائية، ما يؤدي إلى جفاف مجرى النهر، في مخالفة واضحة للمعاهدات والاتفاقيات الدولية. كما أشار يوسف إلى أن من بين الأسباب الأخرى لتلوث النهر وجود مصبات صرف صحي في مدينة نصيبين التركية تصب مباشرة في مجرى النهر، مما يسهم بشكل كبير في تدهور نوعية المياه. وتابع يوسف: “قمنا في السنوات السابقة بحملات لتنظيف مجرى النهر باستخدام معدات وآلات متخصصة، بالإضافة إلى إطلاق حملات لرش المبيدات الحشرية وتوعية المواطنين بأهمية الحفاظ على نظافة النهر”. وأكد أن البلدية تعمل حاليًا على إعداد خطة استراتيجية جديدة لتنظيف مجرى النهر بشكل شامل، لكنها لا تزال قيد الدراسة، مع وعد بتطبيقها في أقرب وقت ممكن.

خطر بيئي يستوجب استجابة عاجلة

في ظل تفاقم الأزمة البيئية والصحية المرتبطة بتلوث نهر جقجق، يزداد الضغط الشعبي على بلدية القامشلي لتسريع الإجراءات وتطبيق حلول فعلية على الأرض. ويخشى المواطنون من تفشي المزيد من الأمراض وانتشار الأوبئة إذا لم يتم التحرك السريع لوقف مصادر التلوث وتنظيف النهر، مؤكدين أن صحة المجتمع وسلامة البيئة يجب أن تكون أولوية قصوى في خطط السلطات الحاكمة.

مشاركة المقال: