الخميس, 13 نوفمبر 2025 10:21 PM

القدموس: مدينة الجمال الساحر تنتظر فرصتها الذهبية في الاستثمار السياحي والاقتصادي

القدموس: مدينة الجمال الساحر تنتظر فرصتها الذهبية في الاستثمار السياحي والاقتصادي

تعتبر مدينة القدموس، التابعة لمحافظة طرطوس، جوهرة جبلية سياحية بامتياز. تتربع على السلسلة الجبلية الساحلية، تحدها منطقة الشيخ بدر جنوباً ومحافظة حماة شرقاً، وتقع على طريق بانياس مصياف، على بعد 65 كم من طرطوس. تحيط بها الطبيعة الخلابة من كل جانب، وتكتسي جبالها بغابات السنديان والصنوبر، بالإضافة إلى أنواع عديدة من الشجيرات البرية. تنتشر على سفوحها ومدرجاتها الأشجار المثمرة كالتفاح واللوز والزيتون، وتتميز القدموس بمناخ معتدل صيفاً وبارد شتاءً، حيث تكسو الثلوج جبالها في معظم أيام الشتاء.

على الرغم من طبيعتها الفريدة، تصنف القدموس من بين أفقر المدن السورية، وتفتقر إلى أي مشروع اقتصادي، على الرغم من امتلاكها كافة مقومات السياحة وقابليتها لجميع أنواع الاستثمارات. حتى الآن، لا توجد معامل أو فنادق أو استثمارات سياحية أو شعبية توازي الجمال الكامن فيها، لكنها صامدة وتنتظر من يزيل عنها غبار الإهمال والنسيان. فهل سيطول انتظارها؟

يشير المحامي محمد جميل، ابن مدينة القدموس وصاحب دراسات وأفكار رائدة حول الاستثمار الأمثل في هذه المدينة، في حديث لـ "الحرية"، إلى أن القدموس مدينة وريف، خالية من أية مشاريع اقتصادية. يعتمد سكانها في معيشتهم على بعض المحاصيل الزراعية كالزيتون في جزء منها، والتبغ ومحاصيل موسمية مثل القمح بمردود ضعيف.

ووفقاً لجميل، فإن المنطقة متعطشة لمشاريع سياحية واقتصادية هامة تنهض بها وتغير مسار الفقر الذي يهدد سكانها. هي بحاجة لخطط اقتصادية جادة وقوانين مرنة تشجع أصحاب رؤوس الأموال ورجال الأعمال على القيام بمشاريع سياحية واقتصادية تعود بالنفع والجمال على المدينة وسكانها.

يؤكد جميل على ضرورة التشجيع على تربية الحيوانات بمختلف أنواعها لأغراض الحليب ومشتقاته واللحم والبيض، كون ريفها جبلي ويستوعب مشاريع عدة متنوعة صغيرة وكبيرة في هذا المجال، إضافة إلى توفر اليد العاملة الرخيصة، واستصلاح الأراضي الزراعية، والعمل على زراعة الأشجار المثمرة المتحملة للبرودة مثل التفاحيات والكرز واللوزيات والعنب والتين والكستناء والبندق، وتأمين التسويق الخارجي والداخلي، ومعامل العصائر لكل أنواع الفواكه. تعتبر هذه الخطوة هامة في استثمار المساحات الزراعية الكبيرة التي هجرها أصحابها لعدم قدرتهم على زراعتها، وإنشاء شركات إنتاج بين الفلاحين والمهندسين والفنيين الزراعيين وأصحاب رؤوس الأموال، لقيام منشآت زراعية متكاملة، والأهم إنشاء ورش فنية لإصلاح السيارات والآليات والأدوات المنزلية الكهربائية، وإنشاء معامل ووحدات إنتاج للأدوات الكهربائية والميكانيكية والمنزلية والألبسة وكل الحاجات الاستهلاكية الأساسية.

كما أكد جميل أنه من السهل جداً نجاح أي مشروع استثماري اقتصادي والسبب برأيه توفر الأيدي العاملة في المنطقة بشكل كبير، بعضها مؤهل، ومن السهل تأهيل الباقي للعمل خاصة مع وجود كم هائل من المتعلمين الفنيين والمهندسين بكل الاختصاصات. منوهاً بأن التنمية الاقتصادية في المنطقة تحتاج إلى إنشاء عدة سدود أو سدات صغيرة، تسهم في الزراعة وتربية الحيوان والسياحة والأعمال الصناعية، ورأس مال يتوجب توفيره إما بالإقراض الكافي من مصارف، أو شركات بين ممولين وعاملين، أو استثمارات.

من جهته، أرجع المهندس المعماري مجد الدالي غياب الاستثمارات وانعدامها في مدينة السحر والجمال إلى عوامل عدة منها، غياب البيئة القانونية للاستثمار، وغياب الترويج السياحي عن هذه المدينة، ووجود عثرة تاريخية – صغيرة كانت سبباً رئيساً في تأخير الاستثمار والترويج السياحي – بعد الاستقلال مباشرة تم بناء مصح للسل وهذا المصح في زمنه كان كفيلاً لإبعاد المستثمرين سنوات طويلة عن هذه المدينة، وفقر البيئة أيضا ساهم في تأخير الاستثمار، فالسياحة والترويج يحتاجان لرؤوس أموال.

وأشار الدالي إلى أنه مؤخراً لعبت جامعة الأندلس دوراً إيجابياً في الترويج للمنطقة، حيث استقطبت الطلبة من كل الجغرافية السورية، ومن العديد من الدول العربية. ولفت الدالي إلى أن كل المقومات حاضرة وبقوة للجذب والاستثمار السياحي من التنوع الطبيعي والمناخي الجميل إلى حب الناس للقادم والاندماج معه بكل محبة، ولكن يبقى الأهم التشجيع على عودة رؤوس الأموال من خلال توفر بيئة قانونية وشفافية بالتعامل، والبدء بمشاريع صغيرة ومتناهية في الصغر لأنها هي المولدة للمشاريع الكبيرة.

رئيس مجلس مدينة القدموس أمين جمول بين أن القدموس لؤلؤة جبال الساحل السوري والمدينة الأجمل والأكثر هدوئا وجذباً للسياحة الشعبية حاليا، وما زالت المدينة البكر، وقد حباها الله بكل المقومات الطبيعية والموقع الجغرافي لتكون المدينة الأكثر استقطابا للإستثمار السياحي مستقبلا.

ولفت جمول إلى أن المدينة بدأت تشهد منذ التحرير المبارك بعض المشاريع السياحية البسيطة مثل كافيه في موقع عين الريس.. وبين أن جامعة الأندلس الخاصة للعلوم الطبية كانت من أهم عوامل الجذب للمنطقة.. ولها دور كبير في إحداث تنمية اقتصادية بدت ملحوظة للجميع.

وأمل جمول أن تتحول القدموس قريبا قبلة للاستثمار السياحي، والمجلس على استعداد لتقديم كافة التسهيلات اللازمة لأي أستثمارات سياحية أو خدمية والمدينة تحظى برعاية وأهتمام كريم من الوحدات الإدارية ومحافظة طرطوس.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: