يواجه سوق التحف والهدايا التراثية في دمشق القديمة تحديات اقتصادية كبيرة. اضطر (أبو محمد)، صاحب محل في سوق “القباقبية”، إلى الاستغناء عن أحد عماله بسبب تراجع المبيعات وإحجام الزبائن عن شراء الهدايا والتحف الأثرية.
وفي حديث لـ”الوطن”، عبّر (أبو محمد) عن أسفه قائلاً: "بعد التحرير، شهدنا انتعاشاً في السوق، وندمت على تسريح العامل. لكنني تمنيت أن يكون قد وجد رزقاً أفضل، إلا أن الركود عاد سريعاً." وأضاف أن الأسواق شهدت تحسناً ملحوظاً بعد سقوط نظام المخلوع، مع توافد السياح العرب والأجانب والمحليين، مما زاد الإقبال على شراء الهدايا والتحف. لكن هذا التحسن لم يدم طويلاً، إذ سرعان ما عادت الأوضاع إلى الركود.
من جهته، أوضح جلال سيف، صاحب محل آخر في السوق، لـ”الوطن” أن السياح كانوا يفضلون شراء مجسمات صغيرة للجامع الأموي والسيف الدمشقي وقلعة دمشق، والتي يقوم بصنعها بمساعدة ابنه. بالإضافة إلى ذلك، كانت اللوحات والرسومات الجدارية التي تصور المعالم التاريخية والأثرية في سوريا، وكذلك اللوحات التي تحمل أبياتاً شعرية وآيات قرآنية مكتوبة بخط عربي عريق، تحظى بإقبال كبير.
وأكد جلال سيف أن هذه المنتجات تعتبر من الكماليات وليست من الضروريات، مما يجعل الإقبال عليها مرتبطاً بالوضع المادي الجيد أو بالمواسم السياحية. وهذا يفسر الطفرة الشرائية التي شهدها أصحاب المحال بعد التحرير، والتي لم تستمر طويلاً.
مصعب أيوب