دعا المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، إلى حل قوات سوريا الديموقراطية "قسد"، وإنهاء ملفها من خلال دمجها في مؤسسات الدولة السورية. وفي مقابلة مع وكالة الأناضول، صرح باراك بأن الولايات المتحدة تعتبر الحكومة السورية في دمشق الجهة الوحيدة التي يجب التعامل معها في أي مسار سياسي قادم، مؤكداً أن حل "قسد" ودمجها في "سوريا الجديدة" هو الحل الأمثل.
وفي تحليله لهذا الموقف، أوضح الكاتب والمحلل السياسي السوري أحمد مظهر سعدو، لحلب اليوم، أن تصريحات باراك خلال جولته في المنطقة العربية تعكس ثقة ودعم السياسة الأمريكية الشرق أوسطية للدور السوري، وحكومة العهد الجديد في دمشق. وأضاف سعدو أنه لا مجال لبقاء أي ميليشيا خارج إطار الدولة السورية، وأن القرارات الأمريكية تشير إلى أهمية الدور المركزي لسوريا إقليمياً.
وتوقع سعدو أن يؤدي ذلك إلى تراجع "قسد" عن موقفها، والتزامها بالاتفاق الموقع بين مظلوم عبدي والرئيس أحمد الشرع. وأكد المبعوث الأمريكي أن أي تسوية يجب أن تمر عبر دمشق وبموافقتها، مشيراً إلى ضرورة تجاوز مرحلة الصراع والانقسام، وخلق مساحة للحوار والمصالحة بين الأطراف السورية.
كما أشار باراك إلى أهمية التعامل الرسمي مع الدولة السورية من قبل المجتمع الدولي، لتعزيز فرص الوصول إلى تسوية دائمة ومستقرة. وتطرق سعدو إلى سياسة إسرائيل واستمرارها في قضم الأراضي السورية، معتبراً أن باراك والإدارة الأميركية سيمارسان ضغوطاً من أجل التوقيع على اتفاق سلام بين الدولة السورية الجديدة وإسرائيل، متوقعاً أن يتم ذلك قبل نهاية العام الحالي ٢٠٢٥، شريطة انسحاب إسرائيل الكامل من الجولان السوري المحتل، وهو شرط يضعه الشرع.
كما لفت الكاتب إلى أن الوضع في لبنان سيتجه نحو مزيد من التوافق مع السوريين والالتزام بالاتفاقات الموقعة أو التي تنتظر التوقيع. يذكر أن اللجنة المختصة بإتمام الاتفاق مع "قسد" قد عقدت سلسلة اجتماعات تنسيقية معها، تمهيداً لتسوية شاملة، وبدأت قوات الأمن العام بالانتشار في حيي الأشرفية والشيخ مقصود في حلب، بعد إزالة السواتر والحواجز الترابية، بهدف ضبط الأمن وتنفيذ بنود الاتفاق. وكان آخر اجتماع رسمي للجنة مع وفد من "قسد" في حزيران الماضي. وأكد وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني أن الاتفاق يأتي ضمن توجه الحكومة السورية لحل جميع المشاكل عن طريق الحوار.