عنب بلدي – جنى العيسى
في نهاية آذار الماضي، سمحت الحكومة السورية بتصدير 200 ألف رأس من ذكور الأغنام العواس وذكور الماعز الجبلي، مع إمكانية زيادة هذا العدد بناءً على تأثير التصدير على الأسعار في السوق المحلية. كما تم السماح بتصدير 20 ألف رأس من العجول الحية المحلية.
استقبل مربو المواشي في سوريا قرار فتح باب التصدير كبادرة إيجابية من شأنها تعويض جزء من خسائرهم التي تكبدوها عقب عام 2011، حيث انخفضت أسعار المواشي إلى أقل من نصف سعرها السابق، مما تسبب بخسائر كبيرة.
وبحسب تصريح معاون وزير الزراعة لشؤون الثروة الحيوانية، أيهم عبد القادر، لعنب بلدي، فقد بلغ مجموع ما تم تصديره حتى تاريخ إعداد هذا التقرير 38200 رأس من الأغنام، منها 37000 رأس تم تصديرها بحرًا عبر مرفأ طرطوس إلى السعودية، و1200 رأس برًا إلى الأردن عبر معبر "نصيب" الحدودي. وأشار إلى أن التصدير متاح لجميع الدول، ولكن حاليًا يتم التصدير بشكل أساسي إلى دول الخليج العربي.
لتعويض الخسارة
محمد بخيت الجلالي (46 عامًا)، مربي مواشٍ من محافظة القنيطرة، أوضح لعنب بلدي أن السماح بتصدير المواشي سيعوض خسائر الفلاحين، كما أنه سيوقف حركة التهريب التي كانت نشطة قبل عام 2011.
وأشار إلى أن سوق تهريب المواشي إلى الأردن والعراق ولبنان توقف خلال الأشهر الماضية لعدة أسباب، وأن انخفاض الأسعار محليًا ألحق خسائر مالية بالمربين. وأكد أن التصدير رفع أسعار المواشي فور صدور القرار، وأن الأسعار لا تزال قابلة للزيادة، خاصة مع زيادة أرقام التصدير إلى السعودية بالتزامن مع اقتراب موسم الحج.
قبل صدور قرار التصدير، كان سعر كيلو الغنم "الواقف" يعادل 38 ألف ليرة سورية، بينما ارتفع بعد السماح بالتصدير إلى 65 ألف ليرة سورية.
ترفد الخزينة
أكد معاون وزير الزراعة، أيهم عبد القادر، أن عملية تصدير المواشي ستساهم في رفد الخزينة العامة للدولة بالقطع الأجنبي نتيجة الرسوم المفروضة، كما ستحد من ظاهرة التهريب التي تؤثر سلبًا على الاقتصاد الوطني وواقع الثروة الحيوانية في سوريا.
وأضاف أن التصدير سيكسر حالة الجمود التي تعاني منها السوق المحلية، وسيساعد المربين على الاستمرار في عملية التربية، خاصة في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف وقلة المراعي هذا العام، بالإضافة إلى ضعف القدرة الشرائية لدى المستهلك.
وأشار إلى أن وزارة الزراعة لا تتدخل في تحديد أسعار بيع الأغنام، وأن تحديد السعر في السوق المحلية يعتمد على العرض والطلب، ولكن يمكن إيقاف التصدير في حال ارتفعت الأسعار بشكل كبير.
ارتفاع 25%
سامر العطروز، مربي أغنام في ريف دير الزور، أفاد بأن أسعار لحوم الأغنام ارتفعت بمقدار دولار إلى 1.5 دولار أمريكي للكيلوغرام (10000 إلى 15 ألف ليرة سورية)، مرجعًا ذلك إلى فتح باب التصدير للخارج والسماح بتصدير المواشي بشكل يومي.
وأوضح أن الأغنام كانت تباع بـ 3.4 دولار لكل كيلوغرام، واليوم وصل السعر إلى 5 دولارات، مشيرًا إلى أن الارتفاع سيعوض خسائر مالية تعرض لها مربو الماشية في دير الزور.
ويتوقع مربي الأغنام ساهر العطية ارتفاع أسعار اللحوم للمستهلكين، بعد أن وصل سعر كيلوغرام الخروف المباع في السوق إلى 5 دولارات و5.5 دولار، وكيلو لحم العجل إلى 4 دولارات.
سوق متقلبة
مؤيد الزكم، تاجر أغنام في دير الزور، وصف سوق الأغنام في الفترة الحالية بالمتقلب، حيث يشهد ركودًا لأيام ثم ينشط في أخرى. ويعود نشاط السوق غالبًا إلى رغبة المربين بالبيع بسبب ارتفاع تكاليف الأعلاف وقلة المراعي، ولكن فتح التصدير يساعد على نشاطه أيضًا.
وذكر أن إجراءات التصدير معقدة وغير منظمة، لأن التصدير حاليًا فقط عبر البحر، ويتطلب تراخيص وفحوصات بيطرية وتخليصًا جمركيًا وتعقيدات أخرى يواجهها التجار.
الأعلاف تزيد الخسارة
يشير مربون إلى أن أسعار الأعلاف في الأسواق مرتفعة جدًا ولا تتناسب مع أسعار العلف العالمية، ولا تؤمّن نسبة ربح جيدة للمربين. ويؤكدون أنهم يحتاجون إلى دعم إضافي لتعويض خسائرهم، أبرزها تأمين المقنن العلفي بأسعار مناسبة وجودة جيدة.
مدير المؤسسة العامة للأعلاف، حسين شهاب، أوضح أن هناك دعمًا للمقنن العلفي، وتمت زيادته بنسبة 50% لرأس الغنم الواحد ويوزع لمرة واحدة. وتم التعاقد مع عدد من التجار لاستيراد مادتي النخالة والشعير لتوفيرهما بالسوق، بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف نتيجة الجفاف وانحباس الأمطار، إضافة إلى زيادة الطلب على مادة النخالة.
وفي تصريح سابق له، قال مدير المؤسسة العامة للأعلاف، إن مادة العلف "المكبسل" و"المجروش" ستطرح بأسعار تنافسية في السوق المحلية، بهدف تحرير أسعار مادة العلف وتغطية احتياجات المربين وتحسين واقع تربية المواشي في سوريا.
مصدر رئيس للغذاء والدخل
خلال السنوات الماضية، عانى مربو المواشي في سوريا ظروفًا صعبة متعددة، دفعت الكثيرين منهم للتفكير بترك المهنة. قبل عام 2011، تجاوزت حصة الثروة الحيوانية في سوريا 40% من إجمالي الإنتاج الزراعي، كما أمّنت فرص عمل لحوالي 20% من القوى العاملة في المناطق الريفية. أما لدى الأسر الريفية التي تعتبر تربية الماشية المصدر الرئيس للغذاء والدخل لها، فقد وصلت نسبتها إلى 35%.
أسهم بإعداد المادة مراسل عنب بلدي في دير الزور عبادة الشيخ