تباينت آراء فلاحي حماة حول السعر الجديد للقمح الذي حددته وزارة الاقتصاد والصناعة مؤخراً بنحو 320 دولاراً للطن.
فأبدى فلاحون ارتياحهم الكبير للتسعيرة الجديدة، وبالمكافأة التشجيعية التي تضمنت منح كل مزارع يسلم قمحه إلى المؤسسة السورية للحبوب 130 دولاراً عن كل طن. وبيَّنَ العديد من المزارعين أن مجموع هذه التسعيرة والمكافأة مجزٍ، ويحقق ريعية جيدة لهم في هذا الموسم الذي يعد ضعيف الإنتاج نتيجة الجفاف وغيره من التبدلات المناخية التي شهدها البلد. وأوضحوا أن مبلغ 450 دولاراً يغطي تكاليف الزراعة والإنتاج والتسويق مع هامش ربح مجز، وأنهم لأول مرة يشعرون أن الدولة تفكر بهم وبدعمهم دعماً حقيقياً ينقذهم من الخسارة الفادحة المحققة، بسبب ارتفاع تكاليف العملية الزراعية وضعف الإنتاج وأجور حصاده ونقله من أراضيهم الزراعية إلى مراكز التسويق. وأكدوا أن التسعيرة والمكافأة تشكلان حافزاً مهماً لتسليم إنتاجهم لمراكز السورية للحبوب.
في حين بيَّنَ فلاحون آخرون في حماة ومنطقة الغاب، أن الإنتاج ضعيف جداً في هذا الموسم، وأن تكلفته كانت كبيرة جداً أيضاً، عدا عن أجور الحصادات والجرارات الباهظة التي ترهقهم. وهو ما أيده رئيس اتحاد فلاحي حماة رضوان خالد الصالح ، الذي قال: إن تسعيرة القمح الجديدة جيدة لكنها تحتاج لزيادة، بسبب قلة الإنتاج هذا العام وارتفاع تكلفة العملية الزراعية والإنتاجية. وبيَّنَ أن هذه التسعيرة لاتلبي رغبة الفلاح بالشكل الأمثل، وخصوصاً أن الطن الواحد من القمح يكلف الفلاح ماقيمته 250 دولاراً بين تكلفة البذار والري والسماد والنقل، بالإضافة لتكاليف زراعية ثانية والعوامل المناخية التي أدت لانخفاض الإنتاج، بحيث لم تعطِ الأرض هذا العام سوى نصف إنتاج الأعوام السابقة.
وذكر أن كميات القمح التي سلمها الفلاحون في مراكز منطقتي حماة والغاب الثمانية، بلغت لتاريخه نحو 34112 طناً و 250 كيلو. ولفت رئيس الاتحاد إلى أن تحديات عديدة واجهت مزارعي القمح في هذا العام ، أبرزها ارتفاع تكلفة الإنتاج بسبب شح الأمطار، ما اضطر الفلاح إلى سقاية الأرض وهو ما زاد في تكاليف المحروقات، إضافة لارتفاع أسعار البذار والأسمدة وأجور الفلاحة، وكذلك ارتفاع أجور الحصاد والنقل من الأراضي الزراعية إلى مراكز التسويق.
الوطن ـ محمد أحمد خبازي