أعلنت سوريا وتركيا عن بدء فصل جديد من التعاون الثنائي يركز على تطوير قطاعي النقل والبنية التحتية. جاء هذا الإعلان خلال زيارة رسمية قام بها وزير النقل والبنية التحتية التركي، عبد القادر أورال أوغلو، إلى العاصمة دمشق.
الإعلان تم خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده الوزير التركي مع نظيره السوري، يعرب سليمان بدر، في محطة الحجاز التاريخية بدمشق، والتي يعود تاريخها إلى عام 1908 وتحمل دلالة رمزية كبيرة في تاريخ خطوط السكك الحديدية بين البلدين.
أكد أورال أوغلو على أهمية هذا الموقع التاريخي، مشيرًا إلى أن اللقاءات كانت مثمرة فيما يتعلق بمستقبل التعاون المشترك في قطاع النقل. وأوضح أن بلاده ستولي اهتمامًا خاصًا بخطوط السكك الحديدية، وأن الفرق الفنية بدأت بالفعل العمل على إعادة تأهيل الخط الممتد من الراعي (تشوبان باي) شمال حلب وصولًا إلى مدينة حلب، بهدف ربطه بشبكة السكك الحديدية التركية والأوروبية.
كما أعلن أورال أوغلو عن قرار تركيا بتفعيل جميع المعابر الحدودية الحالية، بالإضافة إلى العمل على إنشاء معبر حدودي مشترك بنظام "المعبر الواحد" لتسهيل حركة العبور بين البلدين. وأشار إلى أن المحادثات تناولت أيضًا سبل التعاون في مجالات النقل البري والاتصالات، مؤكدًا التوصل إلى اتفاقات مبدئية لتنشيط هذه القطاعات وتجاوز التحديات السابقة.
من جانبه، رحب وزير النقل السوري بالوفد التركي، مشيدًا بالروح الإيجابية التي سادت اللقاءات، واعتبر زيارة الوزير التركي إلى محطة الحجاز ذات بعد رمزي وتاريخي. وأكد الوزير بدر أن هذه المرحلة الجديدة من التعاون ستخدم مصالح شعبي البلدين وتمثل قفزة نوعية في قطاع السكك الحديدية.
تضمنت الزيارة لقاءً مع وزير الاتصالات السوري، عبد السلام هيكل، وزيارة ميدانية إلى الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية السورية، حيث تم الاتفاق على تبادل الزيارات والبرامج التدريبية وتكثيف التعاون الفني. واختتم الوزير التركي زيارته بالتأكيد على استمرار اللقاءات والتعاون المشترك، معربًا عن استعداد بلاده للعمل مع الحكومة السورية الجديدة لتحقيق رفاهية الشعبين.