السبت, 6 سبتمبر 2025 10:17 PM

انفراج أزمة المياه في الرستن: حلول مؤقتة أم كارثة مؤجلة؟

انفراج أزمة المياه في الرستن: حلول مؤقتة أم كارثة مؤجلة؟

أعلنت ختام فرزات، مديرة مؤسسة مياه الرستن، في تصريح لمنصة سوريا 24، عن حل أزمة المياه التي عانت منها المدينة، وذلك بعد أيام من الانقطاع شبه الكامل الذي طال نصف مدينة الرستن، واضطرار النصف الآخر للاعتماد على مصادر بديلة. تشهد المدينة تحسناً ملحوظاً في وضع المياه، إلا أن هذا التحسن يبقى هشاً بسبب ضعف البنية التحتية، وارتفاع الاستهلاك، وغياب الرقابة على التعديات على خط التغذية الرئيسي.

بداية الأزمة: تعديات وتآكل وانقطاع

قبل أيام، سلطت منصة سوريا 24 الضوء على الأزمة الحادة التي شهدتها مدينة الرستن، حيث توقفت المياه عن نصف المدينة بشكل كامل، بينما اعتمد السكان في الأحياء الأخرى على مصادر غير رسمية، غالباً ما تكون ملوثة أو غير كافية، لتلبية احتياجاتهم اليومية. يعود سبب الانقطاع إلى تفاقم التعديات على خط التغذية الرئيسي القادم من حمص، والذي يمر عبر منطقتي الغنطو والفرحانية الغربية، وصولاً إلى مفرق أم شرشوح. يقوم الأهالي والزارعون بسرقة المياه أو إحداث ثقوب في الخط لري مزارعهم، مما يضعف الضغط ويؤدي إلى انهيار جزئي في النظام. في ذلك الوقت، وعدت ختام فرزات، مديرة مؤسسة مياه الرستن، منصة سوريا 24، بإيجاد حل عاجل للمشكلة، وهو ما بدأ يتحقق على أرض الواقع.

الحلول الميدانية: جهود محلية وإنجازات مؤقتة

أوضحت فرزات أن فريق المؤسسة، بالتعاون مع المجتمع المحلي، تمكن من معالجة الانسداد الأول في خط التغذية، واستئناف الضخ في اليوم الأول بضغط قوي، مما أعاد المياه إلى معظم الأحياء. وأضافت: "لكن سرعان ما ظهر انسداد جديد، ناجم عن ضغط المياه العالي الذي حرك أحجاراً كانت عالقة داخل الخط، مما أدى إلى انسداد ثان". وتابعت: "تم التعامل مع الانسداد الثاني أيضاً بجهود محلية، وأعيد الضخ إلى طبيعته. اليوم، كل أحياء المدينة تقريباً تصلها المياه، لكن التحدي الأكبر يكمن في كمية الاستهلاك المرتفعة جداً خلال فصل الصيف، والتي تفوق قدرة الشبكة على التحمل".

تحسن نسبي… وبنية تحتية متهالكة

من جهته، قال محمود شحود، أحد سكان الرستن، في حديث لمنصة سوريا 24: "وضع المياه الآن جيد نسبياً". وأشار إلى أنه ما زالت هناك أجزاء من الرستن الفوقاني لا تصلها المياه بشكل جيد أو منتظم. وأوضح أن المشكلة الأساسية تكمن في تآكل الأنابيب وتهالك البنية التحتية مع مرور الزمن، مما يجعل أي ضغط زائد أو انسداد طفيف سبباً في انهيار جزئي للشبكة. ولفت شحود إلى وجود تواصل مستمر مع منظمات محلية وجهات رسمية، لكنه لم يخف إحباطه من بطء الاستجابة وعدم وجود خطط استباقية لصيانة الشبكة أو تطويرها.

تحذيرات السكان: "أي تهاون سيؤدي لتكرار الكارثة"

في ظل هذا الوضع الهش، تتعالى أصوات السكان محذرة من أن "أي تهاون في مراقبة خط التغذية سيؤدي حتماً إلى تكرار الأزمة". ويطالب الأهالي الجهات المحلية والمعنية بـ"اتخاذ إجراءات رادعة فورية ضد المعتدين على الخط، وفرض سيادة القانون على الأملاك العامة، خصوصاً فيما يتعلق بمصادر المياه الحيوية". ويؤكد السكان أن التعديات ليست مجرد مشكلة فنية، بل أزمة قانونية وأمنية تستدعي تدخلاً حاسماً، لأن استمرار السرقات والثقوب العشوائية في الخط سيجعل أي إصلاح جزئي بلا جدوى على المدى الطويل.

مشاركة المقال: