الإثنين, 29 سبتمبر 2025 03:17 PM

بشر عيسى يستعرض تاريخ الموسيقا الكلاسيكية في اتحاد الكتاب العرب بطرطوس

بشر عيسى يستعرض تاريخ الموسيقا الكلاسيكية في اتحاد الكتاب العرب بطرطوس

في رحاب اتحاد الكتاب العرب بطرطوس، هذا الصرح الثقافي المتنوع الذي يحتضن مختلف ألوان الإبداع من شعر وأدب وموسيقا، استضاف الفنان الموسيقي المايسترو بشر عيسى، أحد أبرز أعلام الموسيقا في سوريا. وقدّم عيسى، أمام نخبة من المهتمين بالشأن الثقافي والفني في المحافظة، محاضرة شيقة حول الموسيقا الكلاسيكية.

تطرق المحاضر إلى مفهوم الذوق والجمال، مؤكداً على وحدة الإنسانية وأن الاختلافات الظاهرة تعود إلى البيئة التي ينشأ فيها الفرد. وأشار إلى أن "الجمال يُستشعر بالإحساس والتبادل والتناغم الحر، حيث يتلاقى الخيال والفهم والتلقي الجميل سواء بالعين أو بالسمع".

استحضر بشر عيسى آراء العديد من الموسيقيين العالميين عبر التاريخ، مشدداً على أهمية المعرفة والاطلاع والقراءة والاستماع، ومؤكداً أن الموسيقا تُعد من أهم فنون العقل البشري، بل يعتبرها البعض خلاصة للفكر الغربي أو حكراً على طبقة اجتماعية معينة. وأضاف: "جميعنا نتذوق ونشعر ونعيش مع الأدب العالمي كالرواية والشعر والموسيقا"، داعياً إلى التفكير في الموسيقا كلغة للعقل والقلب معاً.

تناولت المحاضرة تاريخ الموسيقا، نشأتها وبداياتها، مع التركيز على الموسيقا الكلاسيكية وتطورها المستمر حتى اليوم. وأوضح أن الموسيقا الكلاسيكية تطورت عبر العصور لتجسد العقل الأوروبي الفني، بأنماطه وأصواته المميزة. وأضاف: "ما يزال الموسيقيون حتى اليوم يكتبون بهذا النمط، لكن الفترة الأهم هي ما بين ١٥٥٠ و١٩١٠".

كما استعرض المحاضر تاريخ هذا الفن، بداياته وتطوره، والعصر الكلاسيكي ومراحل تطوره عبر التاريخ، مؤكداً أن أجمل العصور على الإطلاق هما القرنان الثامن عشر والتاسع عشر. وأشار إلى أن "الدعوة إلى التنوير ابتدأت بعيداً عن الدين، فكانت الموسيقا الكلاسيكية حيث تكامل العصر البشري مع الطبيعة".

وأوضح أنه "في القرنين التاسع عشر والعشرين انحرفت الموسيقا نحو النزعة الشخصية – الفردانية، حيث أصبح لكل فنان مدرسة بحد ذاته"، مؤكداً أن الأمم أصيبت بما وصفه بـ"لعنة كبيرة" عندما دخلت عليها "اللعنة الرومانتيكية".

وشدد على أن الموسيقا هي للعقل والتفكير، وتؤدى بانتباه ودقة. واستعرض أنواع الموسيقا في العالم وانتشارها: القوط، والغجر، حيث الفن المتوحش. كما تحدث عن عصر الباروك المشوه في زمن كانت فيه الكنيسة مسيطرة، وعن أجمل عصر للموسيقا في عام ١٧١٠، حيث انتشرت في أوروبا دعوة إلى التنوير بعيداً عن الدين، فكان الفكر حيث الرواية والشعر، والموسيقا الكلاسيكية، وحيث يتكامل العقل البشري مع الطبيعة. ثم جاء عصر الفردانية أو النزعة الشخصية، حيث أصبح لكل فنان نزعة بذاته، مؤكداً أن الأمم أصيبت بلعنة عندما وصلت إليها لعنة الرومانسية.

وفي حديثه عن الموسيقا الكلاسيكية، قال: "هي الموسيقا للعقل، للتفكير، مكتوبة بفكر، وتؤدى بدقة عالية وتركيز، حيث الإحساس والجمال. وكما تتلاعب القصيدة بالمشاعر، تتلاعب الأصوات بالإحساس"، مؤكداً أن للموسيقا الكلاسيكية قواعد وقوالب. وأعطى أمثلة بالاستماع إلى أقطاب الموسيقا، ومقاطع منها، كما ذكر عظماء عبر التاريخ الموسيقي مثل شوبان.

وتحدث عن الموسيقا الكلاسيكية التي تعتمد على نسيج من نغمات متعددة، وإمكانية العزف على آلة واحدة كالبيانو. أما اللحن فهو نسيج "كونشيرتو"، القالب الموسيقي الذي يتألف من عدة حركات: سريع، بطيء، سريع.

كما تحدث المحاضر عن الآلات الموسيقية، أنواعها وألوانها، ومزج الأصوات والاكتفاء بها، مذكراً بإبداعات موزارت وبيتهوفن الأصم والأطرش تماماً، الذي يقال عنه إنه عظيم، وحين تسمعون موسيقاه تعرفون أنه أكثر من عظيم.

كانت محاضرة رائعة وأكثر عن التاريخ الموسيقي في العالم وعبر التاريخ، مما دفع العديد من الحضور إلى طرح تساؤلات، والمناقشة مع المحاضر الذي قدم لنا تاريخاً من الحضارة الإنسانية الراقية بحضور ثري وعبر الصوت والصورة.

(سعاد سليمان – موقع أخبار سوريا الوطن – 1)

مشاركة المقال: