الخميس, 21 أغسطس 2025 06:50 PM

بعد 12 عاماً.. الغوطة الشرقية تحيي ذكرى ضحايا مجزرة الكيماوي وتطالب بالعدالة

بعد 12 عاماً.. الغوطة الشرقية تحيي ذكرى ضحايا مجزرة الكيماوي وتطالب بالعدالة

انطلق صباح اليوم الخميس موكب من مقبرة شهداء مدينة زملكا، بمشاركة خمس سيارات إسعاف وعدد من الناجين وشهود المجزرة، بالإضافة إلى سيارات تابعة للدفاع المدني. جال الموكب شوارع العاصمة، متجهاً من ساحة العباسيين إلى ساحة الأمويين، وصولاً إلى صرح الجندي المجهول، حيث أقيمت وقفة تضامنية شارك فيها أهالي زملكا وجوبر، وذلك تخليداً لذكرى ضحايا الهجوم الكيماوي.

وقال عبد الرحمن طيفور، الصحفي من المكتب الإعلامي لمدينة زملكا لمنصة سوريا 24: "بمناسبة ذكرى مجزرة الكيماوي اليوم، انطلقت عدة فعاليات ووقفات يشارك فيها ناشطون وإعلاميون سوريون لإحياء ذكرى مجزرة الكيماوي التي ارتكبها نظام الأسد في 21 آب/أغسطس 2013".

ورفع المشاركون لافتات تدين استخدام الأسلحة المحرمة دولياً، وقرأوا أسماء الضحايا، فيما بثت شهادات للناجين وأهاليهم لتذكير العالم بواحدة من أبشع الجرائم في تاريخ سوريا الحديث.

مجزرة فجر 21 أغسطس

في الساعات الأولى من ذلك اليوم، استهدفت قوات النظام أحياء مكتظة في الغوطة الشرقية، منها زملكا وعين ترما وعربين، بصواريخ محملة بغاز السارين القاتل. الضربة التي وقعت بينما كان السكان نياماً، أسفرت عن مقتل مئات المدنيين اختناقاً، بينهم أعداد كبيرة من النساء والأطفال. وقد وصفت بعثة الأمم المتحدة للتحقيق استخدام السارين في الغوطة بأنه "واضح ومقنع"، بينما وثقت منظمات حقوقية محلية ودولية أعداد الضحايا بأكثر من 1100 شخص، في ما اعتبر أكبر هجوم كيماوي منذ الحرب العراقية الإيرانية.

ورغم الاتفاق الدولي الذي تلا المجزرة لنزع ترسانة النظام الكيماوية، تكررت هجمات مماثلة لاحقاً في خان شيخون عام 2017 ودوما عام 2018.

شهادة من قلب المأساة

"أبو معتز"، وهو سائق إسعاف من مدينة زملكا، ما زال يختزن تفاصيل تلك الليلة. يقول في شهادته إلى سوريا 24: "عندما وصلت إلى موقع القصف حملت أربع إصابات لم يكن فيها دماء، بل أجساد متخشبة. عدت إلى المكان مجدداً، فكان الناس يضعون كمامات مبللة ويختنقون، بعدها ضرب النظام مرة أخرى، من دون صوت انفجار… مجرد غازات قاتلة تنتشر في الأجواء. حاولنا بما لدينا من إمكانيات: خلع الملابس الملوثة، إعطاء الأوكسجين، حقن الأتروبين، لكن الأعداد كانت تفوق طاقة أي مستشفى ميداني".

من الذاكرة إلى العدالة

بعد مرور أكثر من عقد على المجزرة، ما زال الناجون وعائلات الضحايا يطالبون بالمساءلة الدولية، معتبرين أن غياب العدالة شجع النظام على تكرار جرائمه. أما فعاليات اليوم في الغوطة الشرقية، فهي ليست مجرد استذكار للماضي، بل رسالة متجددة بأن الضحايا لن يكونوا مجرد أرقام تنسى، وأن جريمة الكيماوي ستظل شاهداً دامغاً على معاناة السوريين وانتظارهم الطويل للعدالة.

بذات السياق نشرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان اليوم تقريرها الصادر من دمشق قالت فيه إن قوات النظام نفذت فجر 21 آب/أغسطس 2013 أربع هجمات متزامنة بصواريخ محمّلة بغاز السارين على الغوطتين الشرقية والغربية، قُدرت كميتها بنحو 200 لتر، ما أدى إلى مقتل 1144 شخصاً اختناقاً، بينهم 99 طفلاً و194 سيدة، إضافة إلى 25 مقاتلاً من المعارضة، في حين أصيب أكثر من 5935 شخصاً بأعراض اختناق، لتكون تلك الليلة مسؤولة وحدها عن نحو 80 % من مجمل ضحايا السلاح الكيميائي في سوريا.

وأكدت الشبكة أن آثار الهجمات لا تزال قائمة حتى اليوم، سواء عبر الأمراض المزمنة للجهازين التنفسي والقلبي، أو الاضطرابات النفسية وعيوب النمو لدى أطفال الناجين، إلى جانب الخسائر الاقتصادية والاجتماعية بفقدان المعيل وتدهور القدرة الإنتاجية.

مشاركة المقال: