ما إن تنتهي فترة امتحانات البكالوريا المرهقة، حتى تبدأ مرحلة جديدة من التفكير والتخطيط، وهي اختيار التخصص الجامعي. هذا الموضوع يسيطر على نقاشات العائلات التي لديها أبناء ينتظرون فرصة الحصول على مقعد في الجامعات. يعتبر اختيار التخصص أولوية قصوى تؤرقهم قبل اتخاذ هذه الخطوة المصيرية.
إن اختيار التخصص الجامعي هو تتويج لسنوات من التعب والجهد، وهو استثمار للأهل في مستقبل أبنائهم. هذا الاختيار يحدد وجهة العمل والمستقبل.
يجب على الجميع تحمل المسؤولية في هذا الاختيار، سواء الأهل أو المجتمع أو المؤسسات الحكومية وغير الحكومية. هل سنبقى نتعامل مع هذا الملف المهم (المستقبل الجامعي لشبابنا) بطرق تقليدية، رغم التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي؟ هذا المشروع هو اللبنة الأساسية التي تخدم المجتمع والمستقبل.
نطرح هذا التساؤل في ضوء العبء الكبير الذي نشعر به على الطالب والأهل. نتطلع إلى وجود آليات تخدم هذه المرحلة وتخرج بنتائج إيجابية تعود بالفائدة على سوق العمل والإنتاج والحاجة، أي "الاستثمار في التعليم ومستقبل الخريجين".
من المهم وجود مؤشرات ونصائح وتوجيهات واضحة حول الاختيار. من المهم أن تكون لدينا مؤسسات متخصصة باستشراف المستقبل وتحديد الأهداف، مؤسسات تقرأ المرحلة والحاجة والضرورة، تحلل وتدرس بعمق ميول ورغبات وقدرات ومهارات الطالب، وحتى الإمكانات المادية والاجتماعية للأهل، ومكان الدراسة ورحلة الدوام وأيامها وصعوباتها وظروفها، والمتابعة وتطورات العملية التعليمية وتقييم المرحلة. هذا كله لم يعد تقليدياً.
بلغة الاقتصاد، الفشل في اختيار التخصص المناسب مكلف، بينما النجاح فيه هو صناعة حقيقية باهرة.
العالم يتطور من حولنا، واختيار التخصص الجامعي هو مهمة كبيرة يبنى عليها ليس وجهة الطالب وحده، بل الأهل والمجتمع بأكمله.
(موقع أخبار سوريا الوطن-1)