السبت, 27 سبتمبر 2025 10:08 PM

بعد سنوات من التحرير: جسور الرقة المؤقتة تتحول إلى كابوس يؤرق الأهالي

بعد سنوات من التحرير: جسور الرقة المؤقتة تتحول إلى كابوس يؤرق الأهالي

بعد مرور أكثر من سبع سنوات على سيطرة قوات قسد على ريف الرقة وطرد تنظيم داعش، لا تزال الجسور المعدنية المؤقتة، التي تم تركيبها عقب انتهاء المعارك، قائمة فوق قنوات الري والأودية. هذه الجسور، التي كانت في يوم ما ضرورة عسكرية وإنسانية لضمان استمرار حركة التنقل، أصبحت اليوم مصدر معاناة يومية للسكان.

خلال المعارك ضد التنظيم، عمدت القوات المهاجمة إلى تدمير الجسور الإسمنتية الرئيسية لقطع خطوط إمداده. ولتأمين بديل سريع يربط القرى بالطرق الحيوية، تم تركيب جسور معدنية مكونة من أجزاء متصلة. إلا أن بقاءها حتى اليوم دون استبدال بجسور دائمة أدى إلى تدهور حالتها تدريجياً، مما انعكس سلباً على حياة الأهالي.

رياض العبد، من قرية الكالطة، أوضح في تصريح لمنصة سوريا 24 أن وجود هذه الجسور كان حلاً مؤقتاً بعد الحرب، لكنه لم يتوقع أن يستمر لسنوات طويلة. فيما عبّر محمد القاسم، مزارع من قرية العبارة، عن استيائه قائلاً لمنصتنا: "لم تعد هذه الجسور تتحمل أوزان العربات الثقيلة، وغالباً ما تتصدع، مما يعيق نقل المحاصيل بين القرى والأسواق".

أما أبو نصر من قرية حزيمة، فقال لـ سوريا 24 إن هذه الجسور لم تعد مجرد هياكل معدنية، بل رمز مؤلم يذكر الأهالي بمرحلة الحرب، مؤكداً أن المنطقة بحاجة ماسة لجسور إسمنتية دائمة تعيد الإحساس بالحياة الطبيعية.

يتفاقم الوضع اليوم بوضوح على الطرق الرئيسية في ريف الرقة؛ فالجسور المتهالكة لا تعرقل فقط حركة السيارات والشاحنات، بل تشكل أيضاً خطراً على السلامة العامة، خاصة مع ازدياد النشاط الزراعي والتجاري. وبحسب مصادر محلية تحدثت إلى سوريا 24، فإن استمرار الاعتماد على هذه الجسور المؤقتة يعكس بطئاً في وتيرة إعادة الإعمار وتراجع الدعم المخصص للبنية التحتية.

لذا يطالب السكان الجهات المعنية بالتحرك العاجل لاستبدالها بجسور حديثة تضمن الأمان وتلبي احتياجات الحياة اليومية. ويبقى أمل الأهالي، كما رصدت سوريا 24، أن يحظى هذا الملف بأولوية ضمن خطط إعادة الإعمار، إذ لا تُعد الجسور مجرد وسائل للمرور، بل شرايين حيوية تربط القرى بالمدينة وتشكل ركيزة أساسية لدفع عجلة الاقتصاد المحلي وتحسين حياة المواطنين.

مشاركة المقال: