في شهادة خاصة، كشف أبو فارس البدوي، أحد أبناء بلدة بيت جن، عن تفاصيل مروعة لما جرى فجر اليوم الجمعة خلال القصف والتوغل الذي تعرضت له البلدة، مؤكدًا وقوع دمار هائل وخسائر بشرية فادحة بين المدنيين.
أوضح أبو فارس أن القصف بدأ قبيل الفجر واستخدمت فيه المدفعية والطيران الحربي والمروحي والطائرات المسيّرة، واستمر حتى الساعة السادسة صباحًا. ووصف المشهد قائلاً: "استيقظنا على مشاهد الشهداء، وكانت بعض الجثث ممزقة بالكامل."
أفاد أبو فارس أن القصف أسفر عن استشهاد نحو 13 مدنيًا وإصابة ما بين 10 إلى 15 آخرين، مع توقعات بارتفاع الحصيلة، مشيرًا إلى تدمير العديد من المنازل بالكامل. وأضاف: "تعرضت منازل عدة للدمار الكامل. احترق منزلي بالكامل وفقدت خمس سيارات نتيجة القصف العشوائي الذي نشر الذعر بين النساء والأطفال."
وأشار إلى أن هذا الاعتداء يأتي استمرارًا لاقتحام سابق قبل عدة أشهر، حيث قال: "قبل خمسة أو ستة أشهر، اقتحمت القوات البلدة وقتلت أحد أبنائها، ولا يزال مصير سبعة أشخاص مجهولًا حتى اليوم، رغم تقديم شكاوى إلى قوات الأندوف واليونيفيل." وحذّر من تكرار هذه الاقتحامات العشوائية، مؤكدًا أنها قد تتسبب بكارثة إنسانية.
تأتي شهادة أبو فارس في ظل تطورات ميدانية شهدتها بيت جن صباح اليوم، حيث نفذت قوة إسرائيلية توغلًا داخل البلدة بهدف اعتقال عدد من الشبان، وفقًا لمراسل في دمشق. وقد ترافق التوغل مع قصف مدفعي وجوي كثيف أدى إلى دمار واسع واستشهاد 13 مدنيًا وإصابة عدد كبير من السكان، بينهم نساء وأطفال، بالإضافة إلى تدمير منزل بالكامل فوق أصحابه.
وأكد المراسل أن الأهالي تصدوا للقوة المتوغلة، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة أسفرت عن إصابة 6 جنود إسرائيليين، بينما انسحبت القوة تاركة خلفها عربة مصفحة معطوبة.
وأفاد مصدر عسكري لـ بأن القوات الإسرائيلية سجلت 16 إصابة في صفوفها، بينهم ضابطان. وأوضح مصدر طبي وصول 11 جريحًا وحالة وفاة إلى مشفى المواساة بدمشق، مع توقعات بارتفاع العدد في الساعات المقبلة. كما جرى نقل جثامين 6 شهداء إلى المشفى، بينما دُفن أربعة آخرون في مزرعة بيت جن بسبب تعذر الوصول إليهم.
في الوقت ذاته، أدانت وزارة الخارجية السورية العملية، معتبرة أنها "انتهاك خطير للسيادة السورية وتهديد مباشر لأمن البلاد"، وحمّلت الاحتلال الإسرائيلي كامل المسؤولية عن تبعاتها.