الثلاثاء, 7 أكتوبر 2025 04:44 PM

بين التعبئة والتهدئة: كيف تعامل إعلام السلطة مع مواجهات الشيخ مقصود في حلب؟

بين التعبئة والتهدئة: كيف تعامل إعلام السلطة مع مواجهات الشيخ مقصود في حلب؟

في خضم المواجهات التي شهدها حي الشيخ مقصود في حلب، اتجه عدد من الإعلاميين المحسوبين على السلطة نحو خطاب تغلب عليه التعبئة والتحريض، بدلاً من الدعوة إلى التهدئة وتغليب صوت العقل. هذا التباين في المواقف أثار تساؤلات حول دور الإعلاميين السوريين في الأزمات: هل هم إعلاميو حرب يكرسون الانقسام، أم إعلاميو سلام يسعون لتخفيف الاحتقان؟

الإعلامي “موسى العمر” سارع إلى الحديث عن "الطحن"، ورغم أنه لم يذكر المواجهات بشكل مباشر، إلا أنه نشر على صفحته في الفيسبوك بالتزامن معها: «لئن دارت رحاها مع رحانا، طحناهم وكنا الطاحنينا».

من جهته، وصف الإعلامي “قتيبة ياسين” قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بـ"العصابة"، ونشر فيديو وُصف بالتحريضي لشخص زعم أنه كان مراسلاً حربياً في جيش النظام السابق، وهو الآن في حي “الشيخ مقصود” وانضم إلى قسد، وأضاف: «لن تستقر محافظة حلب وفيها عصابة تسيطر على أحياء بأكملها».

خطاب الإعلامي “هادي العبد الله” جاء أيضاً تحريضياً، حيث تساءل عن سبب عدم رد "الدولة" على قسد، متهماً الأخيرة بالبدء بالتصعيد، وقال: «كل ما تفعله قسد هو تسريع و تعجيل بنهاياتها.. من أسقط الأسد لن تعجزه قسد».

المفاجأة كانت بظهور مراسل منصة “الثورة الخبر” وهو يحمل "مسدس" على خصره خلال تغطية ميدانية للمواجهات. علّق الصحفي “جورج كدر” على الفيديو قائلاً: «يا خزات العين إعلام مسلح مقاتل بالكاميرا والرصاص».

هذا التعامل من قبل الإعلاميين يكشف أن المسافة بين الإعلام الحربي والإعلام المسؤول لا تزال غير واضحة في المشهد السوري، حيث تطغى لغة السلاح على لغة السلام، ويحل تغذية العداء محل نقل الحقيقة.

يذكر أن مواجهات عنيفة اندلعت بين القوات الحكومية وقوات سوريا الديمقراطية في حيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب، وأدت إلى سقوط ضحايا وإصابات بين المدنيين، قبل أن يتوقف التوتر بعد اتفاق بين الحكومة وقسد.

مشاركة المقال: