الأربعاء, 3 ديسمبر 2025 03:55 PM

تجنيس لاعبي السلة: قصة تخبط وأعباء مالية وغياب الفائدة الفنية في منتخباتنا

تجنيس لاعبي السلة: قصة تخبط وأعباء مالية وغياب الفائدة الفنية في منتخباتنا

منذ أن سمح الاتحاد الدولي لكرة السلة بتجنيس اللاعبين الأجانب، دخل هذا الموضوع ضمن منتخباتنا الوطنية. كانت البداية في بطولة آسيا 2017 في لبنان، عندما نجح اتحاد السلة برئاسة جلال نقرش حينها في تجنيس لاعب أجنبي للمنتخب.

البداية كأس آسيا 2017: أول تجربة تجنيس في تاريخ سورية كانت خلال كأس آسيا 2017. لعب تودوروفيتش أول مباراة له أمام الأردن، في لقاء ما زال عالقًا في الأذهان بعد الخسارة بفارق سلة (58–56). قدم اللاعب مستوى متوسطًا: 10 نقاط أمام الأردن، 4 نقاط أمام إيران، و23 نقطة و14 ريباوند أمام الهند. تراجع أداؤه أمام الصين في مباراة ضاعت في لحظاتها الأخيرة. تقاضى تودوروفيتش ستة آلاف دولار لقاء مشاركته في البطولة، و4 آلاف إضافية عن نافذتين في تصفيات كأس العالم 2019.

هوكينز وكيل بداية التجارب الجدية: شهدت المرحلة التالية تحسنًا واضحًا، حيث كانت الحاجة لصانع ألعاب وهداف، فتم اختيار الأميركي جاستن هوكينز. لعب أربع مباريات في النافذتين الأخيرتين من تصفيات مونديال 2019، وبلغ معدله 22.5 نقطة، وتقاضى خمسة آلاف دولار عن كل نافذة. بعده جاء اللاعب الذي اعتبره كثيرون من أفضل ثلاثة مجنسين مرّوا على المنتخب: الأميركي تراي كيل، الذي قاد المنتخب للفوز على إيران وقطر في تصفيات آسيا 2020 ونال ثمانية آلاف دولار، وحصد محبة الجماهير بسرعة بفضل تأثيره الكبير.

منطق اقتصادي… ثم تخبط كبير: في النافذة الأخيرة من تصفيات آسيا 2020، جاء الأميركي دوغلاس هيرينغ وأجره سبعة آلاف دولار، وكان دوره تكتيكيًا أكثر منه تهديفياً. بعده ظهر أحد أبرز المجنسين هجوميًا: أمير هينتون، الذي لعب ست مباريات في الدور الأول من تصفيات كأس العالم 2022. كان لاعبًا سريعًا وهدافًا، ووصل أجره إلى ثمانية آلاف دولار، لكن مشاكله الانضباطية مع المدربين جو ساليرنو وخواريز تسببت بفوضى كبيرة. غياب هينتون غير المبرر عن كأس آسيا 2022 أدى لحرمان المنتخب من أي لاعب مُجنّس، وكانت النتيجة مشاركة كارثية. ثم جاء الدور على اللاعب براندون بيترسون وكانت أسوأ تجربة، حيث شارك في التصفيات الأولمبية بدمشق، وظهر بأداء باهت جدًا جعل الجماهير تطالب بإخراجه، وتقاضى ستة آلاف دولار.

الأسعار ترتفع… والأداء لا يتحسّن: في تصفيات آسيا التالية بدأت الأرقام تكبر: جافيون بليك ← 10 آلاف دولار، أماوري هاردي ← 12 ألف دولار، مايرون غوردون ← 12 ألف دولار. وكانت نتائجهم متفاوتة من دون تأثير حقيقي على استقرار المنتخب.

نهائيات كأس آسيا… أعلى تكلفة: اللاعب العاشر كان الأميركي كيرون ديشيلدز (أبو سعيد)، وقدم مستويات ممتازة فرديًا أمام اليابان (21)، إيران (29)، وغوام (16)، لكنه لم ينجح في إنقاذ المنتخب من أسوأ مشاركة في تاريخه، وتقاضى ما يقارب 30 ألف دولار عن ثلاث مباريات فقط. اللاعب ستانلي ديفيز جونيور الذي شارك مع منتخبنا في النافذة الأولى من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم قطر 2027 ولم يظهر بمستوى جيد رغم أن معدله بالتسجيل كان مقبولاً.

خلاصة: على مدار سبع سنوات، تحوّل ملف التجنيس من وسيلة لدعم المنتخب إلى عبء مالي وفني بسبب عدم الاستقرار، وتغيّر المجنس في كل نافذة تقريبًا، وضعف التخطيط، ودفع مبالغ كبيرة مقابل نتائج محدودة، وغياب الانسجام والانضباط.

الوطن

مشاركة المقال: