الإثنين, 24 نوفمبر 2025 07:50 PM

تحذيرات من مخلفات الأسلحة الكيميائية في سوريا تهدد المدنيين.. وشهادات لناجين تروي المعاناة

تحذيرات من مخلفات الأسلحة الكيميائية في سوريا تهدد المدنيين.. وشهادات لناجين تروي المعاناة

حذر محمد كتوب، مندوب سوريا الدائم لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، من وجود أكثر من مائة موقع في سوريا يُشتبه في احتوائها على مخلفات أسلحة كيميائية، مما يشكل خطراً داهماً على حياة المدنيين.

وفي أول يوم لعودة البعثة السورية إلى نشاطها في لاهاي، أوضح كتوب لقناة «الإخبارية» السورية الرسمية أن نظام بشار الأسد استمر في استخدام الأسلحة الكيميائية لمدة 12 عاماً، مشيراً إلى أن آخر استخدام موثق كان في 5 ديسمبر (كانون الأول) 2024 في قرية خطاب بريف حماة.

وكانت دمشق قد أعلنت عن تعيين الطبيب محمد كتوب مندوباً دائماً لسوريا لدى المنظمة، بعد نحو عام من تجميد عمل البعثة. وأشار كتوب إلى أن البعثة السورية لم تستعد كامل حقوقها بعد، ولا تزال محرومة من حق التصويت، بانتظار مراجعة مجلس الدول الأعضاء لامتيازات سوريا تمهيداً لاستعادة حقوقها كاملة.

يذكر أن محمد كتوب، المعروف سابقاً باسم «ماجد أبو علي»، عمل كطبيب في الغوطة الشرقية خلال فترة الحصار، ويُعد شاهداً بارزاً على مجازر الكيماوي التي شهدتها المنطقة. وقد ظهر كتوب على شاشة «الإخبارية» من مكتب البعثة في لاهاي، مشيراً إلى استبدال صورة بشار الأسد بصفحة من تقرير تتضمن أسماء ضحايا مجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية عام 2013، والتي أودت بحياة نحو 1400 شخص.

من جهته، يروي ماجد حيبا، أحد الناجين من ضربات الكيماوي في معضمية الشام وداريا بريف دمشق في أغسطس (آب) 2013، معاناته مع آثار الغاز السام الذي استنشقه مع زوجته وابنته، مشيراً إلى أنهم ما زالوا يعانون من أمراض في الجهاز التنفسي والأعصاب.

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، تحدث حيبا، الذي سبق له الخدمة في «إدارة الحرب الكيميائية»، عن صعوبة الحصول على العلاج الإسعافي ورفض المشافي في دمشق استقبالهم، وكيف اضطر للذهاب تهريباً إلى محافظة درعا ثم إلى مخيم الزعتري في الأردن لتلقي العلاج وتقديم شهادته لفريق طبي فرنسي.

ويشير حيبا إلى أن مواقع تطوير الكيماوي السوري ضربتها إسرائيل لاحقاً، وهي مراكز البحوث العلمية في برزة وجمرايا بدمشق، وموقع للفرقة الرابعة قرب دمشق، وفي مصياف بريف حماة، معرباً عن أمله في أن تتابع الحكومة السورية هذا الملف لإنصاف الضحايا.

بدوره، أكد محمد كتوب أن مقاربة الحكومة السورية تهدف إلى تحقيق العدالة للناجين وأهالي الضحايا، مشيراً إلى أن أول زيارة رسمية للبعثة كانت لرئيس الآلية الدولية المحايدة والمستقلة للتحقيق في الجرائم.

وحذر كتوب من أن مخلفات الأسلحة الكيميائية لا تزال تشكل خطراً مباشراً على المدنيين، مؤكداً التزام سوريا بالمعايير الدولية وإزالة تلك المخلفات، لافتاً إلى أن المواقع المشتبه بها تضم نحو 100 موقع، وأن الفرق الوطنية قامت بزيارة 23 موقعاً منها.

من جهته، قال «أبو خالد»، أحد الناجين من مدينة خان شيخون التي تعرضت عام 2017 لضربة بالأسلحة الكيميائية، إنه ما زال يعاني من اعتلال بالأعصاب، مشيراً إلى أن شقيقه وأقارب له قتلوا في الضربة التي راح ضحيتها 91 قتيلاً ونحو 520 مصاباً.

مشاركة المقال: